على غرار مسجد تاج محل الذى انشأه الامبراطور المغولى شاه جهان فى الهند تخليدا لذكرى زوجته ممتاز محل، قام السلطان المملوكى منصور بن قلاوون بإنشاء ضريح ومدرسة باسم زوجته فاطمة خاتون فى مصر، وفى الوقت الذى يعد فيه تاج محل من عجائب الدنيا السبع، ويستقبل ملايين الزوار سنويا، يعانى تاج محل المصرى من الاهمال حتى أصبح مهددا بالانهيار بفعل المياه الجوفية. هذا المبنى يقع فى شارع الأشراف الذى يدخل فى نطاق مشروع تطوير القاهرة التاريخية، إلا أن التطوير لم يصل للأثر الذى اغتالته يد الإهمال، فأصبح مسكنا للبوم والغربان، تتسلل المياه الجوفية من تحت اساساته، ومن بين جدرانه، التى تآكلت واختفت زخارفها ونقوشها، بل إن ساحته تمتلئ بالقمامة والمخلفات. وفاطمة خاتون هى بنت محمد الأشرف بن قنصوة الغورى، وكلمة خاتون هى كلمة تركية الأصل بمعنى السيدة الشريفة، وهى أم الملك الصالح علاء الدين المملوكى. وهذه المدرسة أنشأها السلطان منصور بن قلاوون ثامن سلاطين دولة المماليك البحرية عام 683 هجرية (1283 ميلادية)، تخليدًا لزوجته الثانية فاطمة خاتون، ووالدة ابنه الصالح، لذلك يطلق عليها قبة أم الصالح، وحينما توفيت دفنت فيها، بعد أن بكاها السلطان حتى ظن مماليكه أن نظره سيضيع حزنا لفراقها كما قال ابن اياس فى كتابه «بدائع الزهور»، لذلك شيد لها هذه القبة التى كانت تتميز بنقوشها الرائعة وزخارفها المعمارية البديعة، التى اختفت بفعل المياه الجوفية. وكانت القبة تضم مدرسة لتحفيظ القرآن وتعليم علوم الدين، إلا أن يد الاهمال امتدت إليها لتتحول إلى خرابة، وتسببت المياه الجوفية فى تهدم أجزاء من جدرانها، ورغم شكاوى أهالى الحى المتعددة من تحولها إلى بؤرة للأمراض بسبب القمامة المتراكمة فيها والمياه الجوفية، ما ساعد على انتشار البعوض والحشرات الضارة، إلا أن احدا لم يتحرك، فيما اكتفت وزارة الآثار بتعليق لافتة فى المنطقة تحمل عبارة «مشروع تطوير القاهرة التاريخية» إلا أن المشروع لم يصل إلى هذا الأثر الذى أصبح مهددا بالانهيار. الغريب أن المسئولين بالآثار يعلمون ما آل إليه حال البيت منذ سنوات ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا فى انتظار وقوع الكارثة، ليبكوا على اللبن المسكوب.