استدعاء نيابة الدقي للمرشح الرئاسي السابق خالد علي للتحقيق معه في اتهامه ب«فعل فاضح» بعد رفع يديه وأصبعيه «الوسطى» في إشارة مسيئة عقب الحكم بمصرية جزيرتي «تيران وصنافير» في يناير الماضي، يعيد إلى الأذهان إشارات مماثلة لبعض المشاهير، خصوصًا بعض لاعبي الكرة. كشفت التحقيقات أن المحامي سمير صبري تقدم ببلاغ ضد خالد علي يتهمه بإشارة مسيئة، وطالب بالتحقيق معه بتهمة الإساءة للدولة، والقضاء، فأمرت النيابة العامة، باستدعائه وإحالته إلى التحقيق. إشارات وعبارات وإيماءات كثيرة يستخدمها البعض في السب أو الإساءة للآخرين، تصل حد البذاءة، خصوصًا عندما تصدر من مشاهير أو منتسبين للوسط الرياضي.. لكن واقعة خالد علي تعتبر الأشهر، رغم أن هناك حالات أخرى لمشاهير ورياضيين مرت مرور الكرام. قد يستخدم البعض حذاءه أو لسانه أو أصابعه أو حتى يديه، للتعبير عن الامتعاض أو الرفض لأمر ما، ولكن بالرجوع لأصل ومعنى هذه الإيماءات وكيف بدأ استخدامها، نكتشف تفسيرات وتأويلات تؤكد اختلاف ما عرفناه. من بين هذه الإيماءات، إشارة رفع الأصبع الوسطى والتي تستخدم للتعبير عن الاعتراض، بصورة بذيئة فى بعض الأحيان. بالرجوع إلى التاريخ لوحظ أن هذه الإشارة كان يستخدمها الإنجليز تعبيرًا عن التحدي للفرنسيين، ففي عام 1415م دارت معركة "أجينكوت" بينهما، وفي الجولات الأولى انتصر الفرنسيون، فكانوا يعذبون الأسرى الإنجليز بقطع أصابع اليد الوسطى، والذي كانوا يستخدمونه في إطلاق السهام ذات الريش الطويل، لتحديد الهدف. بعد تغير الأحوال، انتصر الإنجليز وتحرر أسراهم الذين قطعت أصابعهم، فأظهروا نفس المقدرة على إطلاق السهام دون الحاجة إلى أصبعهم المقطوع، وذلك تعبيرًا على التحدي لهم. إيماءات وإشارات ومنذ تلك اللحظة أصبحت هذه الإشارة تعبيرًا عن التحدي، ولكن مع تطور المجتمعات أصبحت إشارة بذيئة. تاريخ طويل سجلته لغة الأصابع وشارات الأيدي، وأصبحت لغة مميزة للدول للتعبير عن مواقفهم، فألمانيا «النازية» اشتهرت برفع اليد اليمنى إلى الأمام، وهناك لغة الأصابع التي تتخذ حرف «v» وهي من أصل «victory»، للتعبير عن النصر، واشتهر بها الإنجليز، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. كما عرفت بعض «لغات الأصابع» بأنها إشارات تعبر عن السب والإساءة لآخر، ولكن بالرجوع لبعض الموسوعات وأقاويل العلماء تجد أن التأويلات التي اكتسبتها تلك الإشارات ربما تكون غير صحيحة، وأبرز الإشارات سيئة السمعة، رفع الأصبع الأوسط للشخص، و«علامة النصر». وعن «رفع الأصبع الوسطى» قال عالم الانثروبولوجيا، ديزموند موريس، وفقًا لما نشرته إذاعة «بي بي سي» إن «الإشارة تحمل أبعادًا مختلفة، وربما تعود إلى السنجاب الذكر من جنوب أفريقيا الذي يقوم بهذه الحركة حين يكون منتصبا». ويرجح «موريس» أن «تكون هذه الحركة وصلت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال المهاجرين الإيطاليين، وتحديدا في م1886»، فيما قال توماس كونلي، أستاذ في جامعة ألينوي الأمريكية، إن المؤرخ الروماني «تاسيتوس» كتب أن الرجال من القبائل الألمانية كانوا يرفعون أصابعهم الوسطى بوجه الجنود الرومان، وقام بعدها اليونانيون باستخدام هذه الشارة للدلالة على الأعضاء التناسلية الذكرية. فيما قال إيرا روبينز، أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية في واشنطن، إن الحركة لم تعد «فاحشة» كالسابق، لكونها ترسخت في حياتنا اليومية وأصبحت تدل على أمور كثيرة مثل الاحتجاج، والغضب أو الإثارة. سوابق رياضية: هناك بعض السوابق الرياضية لمشاهير اللاعبين والرياضيين، استخدموا فيها أصابعهم، مما عرضهم للإيقاف لفترات طويلة. في عام 1997 وجه إبراهيم حسن إشارات بذيئة للجماهير المغربية فى لقاء المنتخب مع المغرب بملعب الأخير فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو، بعد أن هتفت ضده الجماهير، والتقطت الكاميرات التليفزيونية مشهدا لإبراهيم حسن وهو يتجه صوب الجماهير المغربية بأصبعه الأوسط، مما أدى إلى قيام الجماهير المغربية بتوجيه سباب علنى للاعبين المصريين. في مارس الماضي قررت اللجنة المنظمة لبطولة أفريقيا للكرة الطائرة، إيقاف محمد عادل لاعب النادي الأهلي لمدة مباراتين وتغريمه 1000 دولار، بعد توجيه إشارات بذيئة بيده لجماهير الترجي التونسي، وذلك خلال مباراة الفريقين وحسمها الأهلي بثلاثة أشواط نظيفة. - إيقاف سمير كمونة لاعب الأهلي لمدة عام سنة 2001 بعد إشارة بأصبعه في مباراة فريقه مع غزل المحلة. - إشارة لاعبي الزمالك طارق السيد ووائل القبانى بأصابعهم في مباراة الزمالك والأهلي وتم إيقافهما 3 مباريات، وكذلك نفس العقوبة للاعب أجوجو. إشارة لاعب الزمالك محمد العلا بأصبعه كلفته إيقاف 4 شهور بنهاية الموسم وغرامة 30 ألف جنيه. إيقاف شيكابالا لمدة 3 مباريات بعد إشاراته بأصبعه وحذائه للجماهير. إبراهيم سعيد لاعب الزمالك أشار بحركة لا أخلاقية بأصبعه ضد لاعب المنصورة، ورغم انتشار الواقعة، إلا أنه لم يتعرض للعقوبة أو الإيقاف. عالميًا.. أوقف الاتحاد اليوناني لكرة القدم، لاعب وسط إيك أثينا، غيورغوس كاتيديس، عن اللعب في جميع الأنشطة المتعلقة بالمنتخبات الوطنية مدى الحياة، بعد اتهامه بتوجيه "تحية نازية" للجماهير خلال إحدى المباريات. شاهد.. الصورة التي أحيل بسببها خالد علي للنيابة: