تناولت مجلة (فوكس نيوز) الأمريكية التقرير الذي أعدته "فريدوم هاوس", المؤسسة الدولية للديمقراطية, مؤكدة أن احتجاجات الربيع العربي التي أودت بحياة الأنظمة الاستبدادية الراسخة في الدول العربية في العام الماضي, تُعد التحدي الأكبر للحكومات الاستبدادية منذ سقوط الشيوعية السوفييتية. وأشار التقرير إلى أن الإطاحة بالرئيس التونسي الديكتاتور زين العابدين بن علي ومن بعده تحقيق انتخابات وطنية حرة واحدة, تعد أكبر القفزات الديمقراطية إلى الأمام منذ بدأت الوكالة في نشر الاستعراض السنوي العالمي للحقوق المدنية والحريات في عام 1972. وأكد التقرير أنه بالرغم من الديمقراطية التي أطلقتها انتفاضة الربيع العربي إلا أن الوضع جاء معاكسا في الصين والتي قامت بحملات من القمع للمعارضة في المناطق النائية في الداخل بقسوة, فردت الصين على أحداث ميدان التحرير بحملة شبه هستيرية من الاعتقالات وحملات النفي، والرقابة على الصحافة، وتكثيف الرقابة على الإنترنت." وأشاد التقرير بما شهدته الدول العربية والمكاسب التي تحققت في تونس، ومصر، وليبيا، مستنكرا رد الفعل الوحشي التي تعاني منه باقي الدول العربية والتي تشهد تدهورا ملحوظا في الحياة الديمقراطية لديهم وعلى رأسهم سوريا والمملكة العربية السعودية, مؤكدة أن العالم بأسره يتحرك نحو مزيد من التسلط والإستبدادية عن العام الماضى. وأكد "ديفيد جيه كرامر"، رئيس مؤسسة فريدوم هاوس، أن العالم عانى من خلال السنوات الماضية من الاستبدادية المنظمة في الوقت الذي تتراجع فيه الديمقراطية, مضيفا أن انتفاضات الربيع العربي في العام الماضي منحتنا الأمل, خصوصا أنها نشأت في هذه المنطقة من العالم حيث العديد من القمع الفكرى ورفض فكرة التغيير الديمقراطي غير المجدى. وحذر تقرير الولاياتالمتحدةالأمريكية من ارتفاع مشاعر الانعزالية بها، على الرغم من أنها أكبر الدول التي تتمتع بالحرية وممارسة الحريات المختلفة، مؤكدا أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترددت كثيرا قبل أن تؤيد الإصلاحات في مصر وتونس وليبيا, مما يدل على عدم قدرة أوباما على إحتضان الديمقراطيات في الدول العربية.