اعتبرت صحيفة " فايننشال تايمز" البريطانية في تحقيق لها اليوم السبت ان الازهر يصارع لاستعادة مكانته وصدارته السابقة، بعد ان ظل لعقود صامتا، لكي يصبح قوة رئيسية فاعلة في مصر والمنطقة خاصة عقب ثورة 25 يناير. وقالت الصحيفة في تحقيق بعنوان:"مركز دراسة الاسلام يضع ثقله في مصر الجديدة" ان الازهر أصبح حرا من القيود السابقة،وشرع في التحرك لاستعادة مكانته مركزا ومنارا للمشهد السني المتفكك في العالم الاسلامي. وتابعت:" ان الازهر، الذي يعود في الزمن الى ألف عام، تراجع الى الصفوف الخلفية بعد ان نزعت الانظمة السابقة منه مكانته وهمشت سلطته الدينية، لكنه لعب دورا بارزا في الثورة ضد نظام حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك". واشارت الصحيفة الى ان الازهر فقد هيبته عقب فصل المساجد والمؤسسات التعليمية ووضعها تحت رقابة صارمة من الدولة عام 1960 ، في الوقت الذي ارتفع فيه حدة الاسلام السياسي المتشدد والوعظ الديني التلفزيوني الذي اخل بنفوذ الأزهر. ونقلت الصحيفة عن د. محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر:" ان الأزهر على مدى السنوات ال 30 الماضية كان ضعيفا لان مصر كانت ضعيفة ، وكان النظام فاسد، لكن مثلما خلق اسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 تنافس بين علماء الدين الشيعة ، أوجد تحرير المؤسسات الدينية في مصر من سيطرة الدولة العلمانية عاملا جديدا في العالم السني". ولفتت الصحيفة الى ان مؤسسات الأزهر تتضمن العديد من المسجد ،وجامعات تضم 22 الف طالب ، ومدرسة ثانوية بها 11 الف طالب ودار نشر. مشيرة الى انه منذ قيام الثورة ، حاول الأزهر تأكيد نفسه من خلال تبني شخصية معتدلة ، والتأكيد على سماحة للإسلام ودعوة الشباب للتغيير.كما ان الشيخ أحمد الطيب دعا قوات الأمن لعدم مهاجمة المتظاهرين ، وأعلن من لقوا حتفهم في ميدان التحرير شهداء. واشار ت الصحيفة الى ان الأزهر أصدر وثيقة من 11 نقطة أيدت الديمقراطية والتعددية والتسامح الديني والحريات المدنية وتؤكد استقلالية مؤسساته.وتابعت:" تم تسليط الضوء على الدور السياسي الذي يزداد وضوحا من الأزهر الشريف عندما قتل أحد رجال الدين الشيخ عماد عفت الذي لقى مصرعه بالرصاص الشهر الماضي خلال احتجاجات مناهضة للحكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة ".