تحت عنوان "13" طريقة لإنقاذ الاقتصاد العالمى من الركود والانهيار، نشرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية تقريرا مطولا حول آراء 13ممن أطلقت عليهم من أذكى الخبراء الذين تعرفهم المجلة، حيث طرح كل منهم وجهة نظره فى الطريقة الأمثل لإنقاذ الاقتصاد العمالى. وقالت المجلة فى مقدمة التقرير إنه فى ظل الديون المثقلة، فإن أوروبا أصبحت على شفا انهيار مؤلم، ولازالت أمريكا تترنح من توابع الأزمة المالية الطاحنة التى ضربت البلاد فى عام 2008، كما أن الاقتصادات النامية مثل الصين والهند، بدأت تواجه المشاكل، ولازال الأسوأ قادما للعالم. فماذا قال هؤلاء: 1- التخلص من ديون العالم : رأى" بول كيدروسكى" الخبير فى مؤسسة "كوفمان" الأمريكية لإعداد المشروعات ، أنه فى ظل الظروف الراهنة وتراجع الطلب المحلى وإفلاس المؤسسسات المالية والبنوك، فلا يمكن للاقتصاد أن ينهض من جديد إلا بعد التخلص من الديون، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات خاصة فى أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وأشار إلى أن الاستهلاك يشكل 70% من الناتج المحلى الإجمالى فى أمريكا، وفى ظل عدم وجود ابتكارات أو أفكار عبقرية جديدة فإن أمريكا لم يعد لديها ما يمكن أن تصدره . مشيرا إلى أن أهم وأحسن عنصر فى الاقتصاد هو طلب المستهلكين، والمعروف أن الولاياتالمتحدة هى أكبر ممول للاستهلاك العالمى، وفى ظل المديونيات المتراكمة لا يمكن توقع انتعاش الطلب، وبالتالى لابد من تقليص المديونيات بشكل سريع وفعال حتى يمكن ضمان حدوث انتعاش اقتصادى، وقال إنه لا يمكن أن ننتظر حتى تصبح الصين بلد المستهلكين، كما أنه لا يمكن الانتظار حتى يحقق العالم النامى الاستفادة القصوى من العقارات الثابتة، التى هى السبب الرئيسى فى الأزمة الحالية. بل إن العالم أصبح فى حاجة إلى ما يمكن أن يطلق عليه " يوبيل الديون" وهى فكرة مستوحاة من كتاب" العهد القديم" المسيحى، والتى تقوم على أنه كل 50 عاما، يجب أن نتنازل عن الديون التى لا نستطيع استردادها" . فلا حل سوى انطلاقة جديدة . 2- تشغيل العاطلين : رأى "ديانى كيلى" الخبير الاقتصادى ومؤلف كتاب "اقتصاديات الكفاف" أن تشغيل العاطلين هو أهم محور للخروج من شبح الركود العالمى ، وقال إن الأزمة الحالية أخطر من الأزمة الاقتصادية التى ضربت امريكا والعالم فى ثلاثينات القرن الماضى .واشار الى أنه على امريكا واوربا أن يدركا أن ايجاد فرص عمل للشباب المحبط ، وحنى هؤلاء الذين يرغبون فى العودة إلى سوق العمل مرة اخرى ، امر لا مفر منه . وقال إنه رغم الدور الذى يقوم به القطاع الخاص فى توفير فرص العمل ، الا انه لابد للحكومات فى امريكا واوروبا ان توفر فرص عمل فى القطاع العام خاصة للشباب . مشيرا الى ان 3,6 مليون شاب تتراوح اعمارهم من 16 الى 24 عاما فى امريكا يبحثون عن عمل ، كما ان اكثر من مليون شاب من نفس الفئة العمرية يبحثون عن عمل فى بريطانيا . فهذه القوى العاطلة يمكن ان تتحول الى قوة اقتصادية كبيرة ، يمكن استغلالها . واضاف ان على الدول الكبرى ان تبحث عن استثمارات كثيفة العمالة ، تستوعب العاطلين ، الذين يمثلون العبء الاكبر فى الازمة الاقتصادبة الحالية. 3- البيانات والمعلومات الدقيقة والجيدة: رأى "بول سافو" الخبير فى علم الادارة انه فى ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة ، اصبحت المعلومات والبيانات اهم ما يمكن الاعتماد عليه فى اتخاذ القرارات وتقدير المواقف ، وبالتالى فأنه فى اسواق المال والبورصات العالمية، تعتبر المعلومة هى الاساس التى يتم بناء عليه تقدير المواقف واتخاذ القرار ، وعندما تتاح البيانات بدقة وتكون هناك شفافية فى التعامل فأن ذلك سيمنع العديد من الكوارث وسيحسن الاداء . 4- خفض الانفاق العسكرى: رأى" بارنى فرانك" عضو لجنة الخدمات المالية فى مجلس النواب الامريكى انه فى ظل برامج خفض الاتفاق الهادفة الى خفض العجز فى الميزانيات ، لا سبيل امام الحكومات فى امريكا و اوروبا ألا خفض الانفاق فى بعض القطاعات ومنها الانفاق العسكرى . مشيرا الى ان خفض الانفاق فى القطاع العام فى الولاياتالمتحدة ادى الى خفض 550 الف وظيفة منذ عام 2009 . ومن هنا فأن خفض الانفاق العام يجب ان يركز على قطاعات معينة مثل الانفاق العسكرى. وقال ان امريكا قررت خفض الانفاق العسكرى فى العام المالى الحالى ، بعد ان وصل الى 650 مليار دولار ، ذهب معظمها على الحروب فى العراق وافغانستان . ومع الانسحاب الامريكى من العراق ، وافغانستان سيتم توفير مليارات الدولارات قد تصل الى100 مليار دولار سنويا ، كما ان الاستراتيجيات الامريكيةالجديدة الخاصة بالدفاع ، والتى تركز على عدم المشاركة فى الحروب والمواجهات بالشكل التقليدى المكلف ، وايجاد اليات جديدة للمواجهة من شأنه ان يوفر عشرات المليارات من الدولارات. 5- رفع معدلات التضخم : رأى كل من "ميزين تشين" البروفيسور والخبير الاقتصادى فى جامعة "وسكينسون ميدسون"، و"جيفرى فريدن" البروفيسور فى جامعة "هارفارد"، ان استخدام التضخم فى مواجعهة ازمة الديون يعتبر السلاح الفعال الذى لم تقدم عليه امريكا او ايا من دول "اليورو" حتى الان ، رغم استخدامه فى كل الازمات السابقة ، واشارا الى ان التعافى من ازمات الديون غالبا ما يكون مؤلم ويتم ببطء ، فكل من السياسيين والاقتصاديين وحتى الدائنين يرغبون فى بناء ميزانيات عمومية دون مخاطرات القروض، وفى نفس الوقت يسعى المدينين الى تعزيز ادخاراتهم لسداد ديونهم ، دون الحاجة الى مزيد من الانفاق وغالبا ما ينشىء خلاف ونزاع سياسى فى الدول المثقلة بالديون ، حول سؤال واحد وهو من الذى سيخلصها من الديون .؟ هل هم دافعى الضرائب ام المصرفيين ام موظفى القطاع العام ام المستثمرين؟ ورأى الخبيران ان فليل من التضخم يمكن ان يحل المشكلة ويخفف عبء الديون ويخفض اسعارالفائدة ويعزز الاستهلاك والاستثمار ويحفظ العملة ويعززالصادرات. 6- إنفاق تريليون دولار على البنية التحتية: رأى "جاستين يوفو لين" الخبير فى البنك الدولى أنه لابد من مبادرة لانفاق ما يقرب من تريليون دولار فى مشروعات البنية التحتية مثل الطرق والكبارى وانشاء المدارس ومحطات المياة وغيرها من المشروعات الكبرى خاصة فى مناطق مثل الشرق الاووسط واوروبا وافريقيا واسيا ، فالاستثمار فى مثل هذه المشروعات العملاقة ، سوف يوفر الاف فرص العمل ، وسيفيد الدول الفقيرة والغنية ، مشيرا الى ان استثمار مليار دولار فى مشروعات النقل ويناء المدارس وانظمة المياة والطاقة فى امريكا على سبيل المثال ، يمكن ان يؤدى الى ايجاد 18 الف فرصة عمل فى قطاعى البناء والتصنيع اللذين تضررا كثيرا من الركود. 7- زيادة الاجور: رأى "جيمس جيلبرس" الخبير الاقتصادى، انه لابد من زيادة الاجور ، فلا يمكن ان نطلب زيادة الضرائب بدون زيادة الاجور واقترح ان تكون الزيادة من 7,25 دولار فى الساعة الى 12 دولار فى الساعة ، ففى ظل الازمات الاقتصادية التى تؤثر على المواطنين ، لابد من تحسين الاجور ، كما ان توفير الظروف المعيشية المناسبة للعاملين من شأنه ان ينعكس على الاداء وتحسين المهارات. 8- الابتكارات الصغيرة: رأى الخبير "فيفيك وادهاو" ان التركيز على الابتكارات الصغيرة التى تكلف اقل ولكنها اكثر افادة ، من الحلول الجيدة ، ففى الولاياتالمتحدة على سبيل المثال ،جرى العراف على تمويل الابتكارات الكبيرة فى الجامعات والمراكز البحثية ، حيث بلغت الموازنة الامريكة لدعم الابتكارات والبحث العلمى فى العام المالى 2011 حوالى 143 مليار دولار، لكن يجب التركيز فى الفترة المقبلة على رصد تمويلات للابتكارات والاختراعات الصغيرة ، مثل السيارة الكهربائية وغيرها من الابتكارات فى مجالات النقل والبيئة والتعليم والرعاية الصحية والطاقة، فقد نجحت الصين واليابان بفضل التركيز على الابتكارات الصغيرة. 9- وضع نظام محكم للعملات: رأى "ديفيد سميك" المحررفى مجلة الاقتصاد الدولى ان النظام الحالى للصرف ، عير محكم ووصفه بالمجنون ، ولكى ينهض الاقتصاد العالمى من كبوته لابد من ان يكون هناك آلية جيدة تحكم تقييم العملات العالمية واسعار الصرف على اسس موضوعية وحماية العملات من الانهيارات التى تتعرض لها. 10- مزيد من الضرائب على الاغنياء: يقول "روبرت فرانك" الخبير الاقتصادى ان فرض مزيد من الضرائب على الاغنياء ، سيجعلهم يفكرون فى مزيد من الانفاق والاستهلاك وربما يتجهون الى شراء اليخوت الكبيرة ، مشير الى ان الحكومة هى التى تملك الحل ، لأن المستثمرين ، لديهم ما يكفى من الانتاج المكدس ، ولا يمكن ان ينفقوا على مزيد من الاستثمارات ، فى ظل تراجع الطلب ، كما ان المواطنيين الخائقين على وظائفهم ، لا يميلون الى الاستهلاك فى ظل الظروف الصعبة والتقشف ، وبالتالى لاسبيل سوى ان تتخذ الحكومات مجموعة من الاجراءات والقرارات . مثل فرض ضريبة تصاعدية على الاغنياء. 11- الانفاق على الصحة ، يعنى الثروة: يقول "ايثرر دايسون" مستثمر ، أن الانفاق على الرعاية الصحية والتعليم من شأنه ان يحسن اوضاع المواطنين ، ويوفر المليارات من الدولارات التى يتم انفاقها سنويا لمواجهة الامراض، مشيرا الى ان التنمية البشرية هى افضل استثمار ، فالاهتمام بالبشر ، من افضل الامور التى تحسن الاقتصاديات. 12- بناء المدن الخضراء : يرى "اليكس ستيفن" الكاتب المهتم بالشئون الاقتصادية ، ان الاهتمام بالبيئة ، والتركيز على ايجاد بيئة نظيفة من الامور المهمة جدا التى يجب التركيز عليها ، فالعالم اصبح يعانى بقوة من المشاكل البيئية الى الحقت الاذى بالانسان والحيوان والجماد واضرت الغذاء والصحة واصبح العالم كله مهدد بسبب البيئة الملوثة. 13- الإجازة: رأى البروفيسور "دانيل دنت" أستاذ الفلسفة فى جامعة "تويفتس" أن الاستجمام والحصول على إجازة أسبوعية بشكل منتظم والتمتع بالبيئة والجو، أصبحت من الضروريات للتخلص من الضغوط العصبية، كما أنها تمكن الإنسان من التركيز والابتكار وأن يكون بناء فى المجتمع وأكثر إفادة فى عمله ومجتمعه . وأن يكون عنصرا منتجا .