احتفل المكتب الثقافي المصرى بالرياض بعيد تحرير سيناء في إطار أجندته الثقافية لهذا العام2017 م، التي تقوم على قيادة العمل الثقافي المصري بالمملكة العربية السعودية حسب قواعد العمل الدبلوماسي. وأقيمت الاحتفالية، تحت رعاية السفير ناصر حمدي سفير مصر لدى المملكة ، وبإشراف الأستاذ الدكتور أشرف العزازي المستشار الثقافي المصري رئيس البعثة التعليمية المصرية بالسعودية، وبحضور العميد أركان حرب محمد العابد الملحق العسكري المصري بالسعودية، والعقيد أحمد متولي مكتب الدفاع المدني، وجمع غفير من شعراء و مثقفين من أبناء الجالية المصرية والأخوة السعوديين، ولفيف من كبار أعضاء السلك الدبلوماسي والإعلامي. وحرص المستشار الثقافي المصري على إقامة هذه الأمسية بمناسبة مرور 35 عامًا على ذكرى تحرير سيناء الغالية، من أجل تمسكنا بالقيم العليا للمواطنة، وهي ليست مجرد كلمات نحفظها ونرددها في المناسبات، بل هي فعل دائم ومستمر يقوم به المواطن الحقيقي الذي يعرف قيمة أرضه ووطنه، ويعرف كيف يدافع عنها، ويبذل من أجلها الغالي والنفيس. و اختار العزازي موضوع وعنوان الأمسية " 35 عامًا على ذكرى تحرير سيناء مقبرة الإرهاب" لأن الإرهاب مصدر خطر يهدد العالم بأسره، وليس مصر وحدها، ولأن هؤلاء المفسدين في الأرض يوهمون الناس بأنهم أصحاب معتقدات دينية، أصبح من الضروري علينا جميعًا، مصريين وغير مصريين، مسلمين وغير مسلمين أن نتصدى لهم، وأن نكشف زيفهم، ونؤكد للعالم أن الدين الإسلامي السمح الحنيف بريء من هذه الدماء التي تريقها فئة ضالة تحت رايته ؛ لأن راية الإسلام هي راية الحق، والحق لا يمكن أن يتحول إلى باطل، أما الراية والشعارات الكاذبة التي يرفعها هؤلاء الخونة فهي لا تمت للإسلام بأي صلة. و أكد العزازي أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وعلينا أن نحاربه، ليس فقط بالسلاح، ولكن أيضًا بقوتنا الثقافية الشعبية الناعمة التي لها تاريخ طويل من التحضر الوطني، والرقي الإنساني، والتي تتمثل في الأنشطة الثقافية الهادفة، وفي العمل الإعلامي الموضوعي، فالجيش له سلاحه، وللمبدعين أيضًا سلاحهم، سلاح الكلمة الصادقة التي تساهم في توعية المواطنين، كل إنسان منا، في موقعه يملك سلاحًا قويًا ومؤثرًا، وسلاح الشاعر قصيدته، وسلاح الفنان أغنيته أو لوحته، وسلاح الكاتب كلمته، وعلينا أن نعلي كلمة الحق. واستهلت فعاليات الحفل بالسلام الوطني، ثم فيلم وثائقي قصير، رصد أبرز وأهم الأحداث التي دارت على أرض سيناء منذ فجر التاريخ إلى الوقت الراهن، ثم ألقى العزازي كلمة رحب فيها بالضيوف المصريين ، والأشقاء السعوديين الذين حرصوا على المشاركة في الاحتفال، منوهًا بأن سيناء التي لخص الفيلم تاريخها كانت دائمًا أرضًا للبطولات المصرية، وكانت منذ القدم وما زالت مقبرة للغزاة والطامعين والإرهابيين . وأشاد ملحق الدفاع المصري بالسعودية العميد أركان حرب محمد العابد بأهمية تكاتف المصريين، مشيرًا إلى أن اللحمة الوطنية هي التي ستجعل مصر دائمًا قادرة على دحض الإرهاب والتصدي لكل الخارجين على الشرائع والقوانين، و شارك في هذه الأمسية التي قدمها الشاعر السيد الجزايرلي أربعة من الشعراء المصريين المقيمين في السعودية، وهم: الشاعر حفني خليفة، والشاعر، أيمن عبدالحميد، والشاعر محمد فرج، والشاعر أحمد هلال، وموهبة الإلقاء الطفل المصري زياد محمد. كما شارك من الشعراء السعوديين، الشاعر أحمد الغامدي الذي أشاد بعمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر والمملكة قيادةً وشعبًا ، ثم ألقى قصيدة عن مصر وأخرى عن النيل ، وأشار الشاعر والإعلامي مفرح الشقيقي الذي ألقى مجموعة من القصائد عن مصر ونيلها وشهدائها إلى حديث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي ، الذي بثته المحطات التلفزيونية قبل أيام وتحدث خلاله عن جذور العلاقات المصرية السعودية التي تقوم على روابط تاريخية لا يمكن النيل منها أو العبث بها. وعلى الجانب الفني، اشتملت الأمسية على مجموعة من الفقرات الموسيقية والغنائية شارك فيها عازف القانون محمد صلاح، وعازفة الكمان إيمان ملوك، وعازف الإيقاع تامر محيى، والغناء للفنان أشرف عبدالعزيز والفنان محمد بهجة، وحرص الجزايرلي على أن يقدم فقرات الأمسية بمختارات متميزة لعدد من شعراء العامية المصرية البارزين. وتعد هذه الأمسية إحدى الفعاليات الثقافية والفنية والوطنية التي يعتزم المركز الثقافي المصري بالرياض إقامتها خلال الفترة القادمة ضمن برنامج الموسم الثقافي لعام 2017م.