أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" الاقتصادية البريطانية أن السياح الروس كانوا الأكثر إقبالا على مصر في قلب أزمتها الأمنية واضطرابات أوضاعها السياسية والاقتصادية، وهو ما قلل من حدة أزمة السياحة في مصر نتيجة إقبال الروس عليها وعدم انقاطعهم طوال العام الماضي. وأضافت أن مصر تراهن على السياح الروس في استعادة السياحة المصرية لعافيتها، خاصة انهم لم يتخلوا عن مصر في ظل الأزمة. الامر نفسه اكده كل من الجانبين المصري والروسي فعلى مستوى الأخير صرح فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية والمرشح المحتمل لرئاسة بلاده، فقال ضاحكا: "الشعب الروسي صمد أمام الأزمة المصرية، وتوجه إلى مصر رغم الاضطرابات الثورية، في الوقت الذي هرع فيه ليس السياح فقط ولكن أيضا الرعايا الأجانب من القاهرة"، تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية بوتين". وأشارت البيانات الصادرة عن وزارة السياحة المصرية الى ان عدد السياح الروس الذي سافروا إلى مصر خلال العام الماضي يقدر بحوالي 1,8 مليون روسي، لتحتل بذلك صدارة قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، يليهم البريطانيون والألمانيون. يقول عمرو العزبي، رئيس شركة سياحية: "السياح من روسيا وبولندا وأوكرانيا كانوا أكثر الجنسيات الذين لم يهيبوا الاضطرابات التي اجتاحت مصر، وكانوا يجسدون نسبة اشغال محترمة في شواطئ الغردقة وشرم الشيخ فضلا عن القاهرة ومدن الصعيد خاصة الأقصر وأسوان الذين كانت نسبة الإشغال بهم مثيرة للشفقة في بعض الأحيان بما يصل إلى 10-15%". وأضاف العزبي: "بالرغم من ارتفاع نسبة إقبال الروس على مصر، إلا ان نسبتهم انخفضت بنسبة 35 % عن العام السابق، وذلك تمشيا مع انخفاض عام في عدد السياح لعام 2011 الذي فقد تقريبا الثلث، ليصل إلى 9,5 مليون سائح خلال العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى ان العزبى يراهن على السياح الروس متطلعا لمستقبل أفضل لسياحة مصرية اكثر انتعاشا، قائلا: "الروس قادرون على الصمود، وهي واحدة من الأسواق التي نخطط لزيادة استثماراتنا فيها هذا العام". وأوضح ان شركات السياحة الروسية أكثر مرونة من البريطانية والألمانية فيما يتعلق بجدولة رحلات الطيران وإعادة توجيه البرامج، مشيرا: "في الصيف الرحلات الجوية الروسية تذهب إلى تركيا، ولكن في البرد الشديد يتحولون إلى مصر". وانخفضت عائدات السياحة المصرية من 12,5 مليار دولار عام 2010 إلى 8,8 مليار دولار عام 2011.