بالرغم من تحذير الصفحة الرسمية للمجلس العسكري من ارتدائه، وكذلك بعض الإعلاميين، إلا أن قناع "فانديتا Vendetta" تحول إلى أحدث "سبوبة" للثورة المصرية، بعد اقتناع كثيرين بفكرة ارتدائه يوم 25 يناير المقبل في ميدان التحرير. التحذيرات نبعت من الخوف من الخلط بين الثوار والبلطجية خلال حدوث أي اشتباكات، وبرغم ذلك انتشرت صفحات بيعه وتصنيعه على الفيس بوك بأسعار تبدأ من 70 جنيها حتى 100 جنيه للقناع الواحد، ليصبح القناع الضاحك أحدث "سبوبة" مصرية لثورة 25 يناير. قصة القناع تأتي الدعوة لارتداء قناع "جاي فوكس- فانديتا" بعدما تحول إلى شعار للتظاهرات الشبابية التي اجتاحت عدة مدن في أنحاء العالم، واكتسب القناع شهرة أكبر بعد ظهور مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانغ في مظاهرة بلندن مرتدياً القناع ليدافع عن حق الناشطين والمتظاهرين في الحفاظ على سرية هوياتهم في الحياة الحقيقية بارتداء الأقنعة. والقناع يعبر عن شخصية "جاي فوكس" الشهيرة في التاريخ الانجليزي، حيث سعى في عام 1606 لتفجير مبنى البرلمان الانجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، لكن السلطات اكتشفت مخططه قبلها بساعات وقبضت عليه وتم تعذيبه وإعدامه، وقد ألهمت شخصية فوكس المخرجين لتأليف سلسلة كوميكس تحمل اسم "V for Vendetta" ، انتقدت الأساليب القمعية لحكومة مارجريت تاتشر في الثمانينات من القرن العشرين، قبل أن يتحول الكوميكس إلى فيلم بنفس العنوان، وهو الفيلم الذي روج لقناع فوكس بشكله الحديث. ويُعد الفيلم مصدر إلهام للكثير من الحركات الاحتجاجية حول العالم، ومنها ثورات تونس ومصر، حتى أن إحدى القنوات الفضائية المصرية أذاعت الفيلم ليلة اندلاع مظاهرات جمعة الغضب، كما اتخذه المتظاهرون شعاراً لهم في الاحتجاجات والاعتصامات التي اجتاحت مدن وعواصم غربية كثيرة. سبوبة مصرية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" انتشرت صور ماسك فانديتا، كما انتشرت الصفحات التي تروج لبيعه بأرخص الأسعار بعد استيراده بكميات كبيرة من الخارج كما يدعو أصحابها. وتناقل الشباب علي موقع الفيس بوك ما يفيد ببيع هذا القناع في أحد المولات الكبيرة والشهيرة بمدينة نصر، حيث يتم ذلك في سرية تامة ومن خلال تغيير أماكن التجمع في كل مرة. مع أم ضدد؟ ومع سؤال الشباب حول موافقتهم أو رفضهم ارتداء هذا القناع في 25 يناير القادم قالوا: محمد إسماعيل (22 سنة): أرفض تماماً ارتداء مثل هذه الأقنعة لأنها ستكون سببا رئيسيا في تنكر المخربين والبلطجية خلفها ولن يتمكن أحد من تحديد هويتهم أو الوصول إليهم، بالإضافة إلى أن الفيلم كان دعوة لفكرة الفوضى الخلاقة وتفكيك سلطة الدولة وهذا ما يتم تنفيذه في مصر الآن. سمر عبده (23 سنة): لست رافضة أو مؤيدة للفكرة ولكنني كنت أتمني أن يتم ارتداء ماسك موحد مصري، زي ماسك وجه خالد سعيد أو أحمد حرارة في هذا اليوم. عبدالله محمود (24 سنة): القناع ده ما هو إلا سبوبة ليست محسوبة عواقبها، الشباب عايز يكسب ويبيع وخلاص، لكن للأسف خطورة ارتداء الماسك لا أحد يتوقعها، إحنا بنعطي الفرصة على طبق من ذهب لكل من يريد تخريب البلد واتهام الثوار في 25 يناير القادم "وكله هيستخبى وراء الماسك". حسام الخولي (27 سنة): أعتقد أنها فكرة مبتكرة، ولا داعٍ للخوف الزائد منها كما يروج البعض، ولتجنب ذلك اقترح ارتداء هذا الماسك مثلاً لفترة زمنية محددة أثناء اليوم.