أقل من أسبوعين ويصل البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، إلى القاهرة، خلال زيارة يرتقبها الجميع، خاصة وأنها تأتي بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مارجرس بطنطا والمرقسية بالأسكندرية الأحد قبل الماضي، وبعد رفضه تأجيلها أو الغائها، وتلبية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي. ويصل بابا الفاتيكان إلى القاهرة، يوم الجمعة 28 إبريل، في أول زيارة لمصر منذ عام 2000، سيلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، على أن يحضر قداس الكنيسة الكاثوليكية اليوم الثاني للزيارة. وكان الرئيس السيسي قد التقى مع مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في نوفمبر 2014، في أول زيارة يقوم بها رئيس مصرية للمقر البابوي منذ 8 سنوات. ويشار إلى أن البابا دائمًا ما يسعى لتعزيز العلاقات بين المسلمين والكاثوليك والتأكيد على عدم استخدام الدين وسيلة لتبرير العنف. وفي هذا السياق، ثمن جمال أسعد، المفكر السياسي، اصرار البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، على زيارة القاهرة في الموعد المحدد لها من البداية، معتبرًا أن موقفه صحيح للغاية، لأنه لم يكن طبيعيًا أن يلغي الزيارة، لأنها ذلك كان سيعني الرضوخ للارهاب. وأكد في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن العمليات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مارجرس بطنطا والمرقسية بالأسكندرية، كان من ضمن أهدافها الغاء زيارة بابا الفاتيكان المرتقبة يومي 28 و29 أبريل. وأضاف أسعد، لا شك في أننا سنستفاد من هذه الزيارة التي تحتوى على رسائل متعددة، حيث ستبعث رسالة للعالم بأن مصر ليست وحدها التي تواجه الإرهاب، ولكنه يستهدف كل دول العالم وتأكيدًا على مساندته لمصر بعد الهجمة الارهابية الأخيرة وأنها آمنة. رأى مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة البابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، لها دلالات كثيرة وذات مغزى أدبي ومعنوي كبير، حيث تنعكس على الإرادة السياسية للدولة التي يزورها البابا، الذي يعد بمثابة قطب روحاني وديني. وتابع في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، قائلا إن اصرار بابا الفاتيكان على زيارة مصر رغم العمليات الإرهابية الأخيرة يعكس تقديره لهذه الزيارة والدولة التي يزورها، مشيرًا إلى أن الاستفادة من هذه الزيارة معنوية فقط، حيث أنه لن يكون هناك تبادل عسكري ولا تجاري بين الجانبين. واعتبر الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة بابا الفاتيكان تهدف إلى توثيق العلاقات بين البلدين، بالإضافة إلى اطلاعه العلاقات التي يتمتع بها المسيحيون في مصر على أساس المواطنة. وذكر في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن اصراره على استكمال الزيارة يؤكد بأن الإرهاب ظاهرة عالمية وليست قاصرة على مصر فقط، ولكن شهدتها فرنسا وأمريكا وغيرهما من البلدان الأوربية والغربية. وأشار اللاوندي، إلى أن هذه الزيارة ترد على محاولات الإرهاب الأخيرة، التي كانت تسعى لاحراج الدولة والغاء زيارة بابا الفاتيكان.