تتسم العلاقات الإيرانية- الروسية بالهدوء وأنها على قدر كبير من القوة والمتانة خلال السنوات الماضية، حيث تجمعهما العمليات العسكرية المشتركة في سوريا، فضلًا عن سعى الدولتين إلى بسط نفوذهما في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك على عكس العلاقات التي تجمع البلدين بالولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تتسم دائمًا بالتوتر والتنافر. وبالأمس، توجه الرئيس الايراني حسن روحاني، إلى موسكو، تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة تستمر لمدة يومين، لبحث سبل دعم العلاقات وتعزيزها بين الجانبين، ومن المتوقع أن تكون هذه الزيارة آخر جولة رئاسية لروحاني قبل انتهاء فترة ولايته في مايو المقبل. وقال الرئيس الروسي، إن بلاده وإيران تسعيان إلى رفع علاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مشددًا على أن الدولتين أسهمتا في مواصلة تحريك التسوية السياسية السلمية في سوريا، وتساعدان في عملية المفاوضات السورية تحت إشراف الأممالمتحدة في جنيف، كما أن البلدين ينسقان خطواتهما في الحرب على داعش وجبهة النصرة. وذكر الرئيس الإيراني، أن روسياوإيران تسعيان لمواصلة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب حتى تصفيته في المنطقة بأكملها، مشددا على أن مفاوضات الاستانة سوف تستمر حتى يتمكن الشعب السوري من تأمين حقوقه. وتأتي زيارة روحاني هذه إلى موسكو، في ظل الحديث المتنامي عن وجود توافق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فضلًا عن ما نشرته صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية، أن الولاياتالمتحدةوروسيا اتفقتا على مساعدة إسرائيل من أجل طرد إيران وميليشياتها من سوريا. وفي هذا الصدد، رأى السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية السابق، أن هذه الزيارة بمثابة توطيد لنظام الأسد في سوريا، حيث أن روسياوإيران هما كلمة السر في قدرة نظام الأسد في القضاء على العناصر الأخرى الثورية أو المعارضة له. وأكد في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أنها تعني كذلك استمرار الوضع في سوريا على ما هو عليه، في الوقت الذي رفعت فيه أمريكا يدها عن هذه الأزمة والقضية، حتى ولو بشكل مؤقت، مع وجود تنسيق إيراني روسي في هذه القضية. وأشار أبو الخير، إلى أن مصر موقفها مساند للدول العربية وتحديدًا البلدان الخليجية ضد التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لها، متابعًا أن هناك بعض النداءات التي تطالب بتحسن العلاقات بين البلدين، وأن إيران تحاول التقرب إلى القاهرة عن طريق روسيا وغيرها، لتخفيف حدة العداء والمقاطعة. وقال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة روحاني لموسكو تؤكد خصوصية العلاقة التي تجمع الدولتين، خاصة وأن إيران هي الدولة الوحيدة التى خصصت مطارًا لروسيا للقيام بعمليات ومجهودات عسكرية ضد داعش. وأضاف في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هناك تنسيقًا بين إيرانوموسكو فيما هو مرتبط بالأزمة السورية، كما أن العلاقة القوية التي تجمع بين إيرانوروسيا، تشير الى أنهما سيكونوا جزءًا كبيرًا من آليات الحل في سوريا، باعتبارهما دولتين ضامنتين للحلول المطروحة في القضية.