مازالت رحى الحرب تدور فى سوريا تحاول هدم التاريخ والحضارة والفن، لكن مازالت أيضاً كاميرات التصوير تدور وتتحدى القصف والمؤامرة وتتواصل الأعمال الدرامية والسينمائية فى التصوير، وفى هذه الأزمة هناك من اتفق مع النظام السورى، وهناك من اختلف معه من الفنانين، لكن مازال أيضاً هناك فن ودراما وكلمة تتحدى الخوف والقصف والفتنة وتواجه الصراع بالكلمة، وفى حوار مع رئيس اتحاد الفنانين فى سوريا الفنان زهير رمضان حاولنا فى دمشق عرض الصورة على الأرض، وهل بالفعل تأثر الفن السورى بسبب الأحداث وخروج بعض نجوم سوريا من أرض المعركة وحقيقة القائمة السوداء للفنانين الذين خرجوا عن «طوع» النظام، وكيف رصد رمضان نفسه بوصفه برلمانيا معروفا فى دمشق حقيقة الصراع. بداية كيف تأثر الفن السورى بالحرب وخروج بعض نجومه من سوريا؟ - فى كل الأحوال الحراك الفنى لم ينقطع، ولم تتوقف كاميرات التصوير الدرامى رغم الحرب الظالمة ورغم دخول 325 ألف مسلح إرهابى لأرضنا فى محاولة لطمس الهوية والتاريخ والحضارة، فنانو سوريا الأوفياء تحدوا الواقع ولم ترهبهم القذائف ولا الإرهاب وكان سلاحهم الكاميرا والإضاءة والكلمة ولم يتأثر الإنتاج الدرامى بالشكل المزعج إطلاقاً. العام الماضى جمعنى لقاء بالمخرج المصرى الكبير محمد فاضل وقال لى إن مصر بدأت تنعم بالراحة والاستقرار وهذا يتضح من كم المسلسلات التى تنتجها وكانت المفاجأة له عندما قلت له إننا أنتجنا 30 مسلسلاً أما هذا الموسم نحن نعمل 33 مسلسلاً وفيلمين، وأنا نفسى أعمل فى ثلاثة مسلسلات وعجلة الإنتاج لم تتوقف رغم محاولة استهداف الدراما السورية من الفكر الداعشى، لانهم يعلمون أن الكلمة تستطيع اختراق العقول من خلال مشهد واحد ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الفكر والفن العربى يداً واحدة. هل تأثرت الدراما السورية بواقع الحرب وانعكس ذلك على النص والإنتاج؟ - كل ما نقدمه فى سوريا نابع من البيئة الشامية وتختلف الخريطة هذا الموسم من حيث الشكل والمضمون المتنوع ما بين الدراما الاجتماعية التى تعكس قضايا وواقع سوريا وما بين الكوميديا الساخرة التى تتناول الوضع الاقتصادى والسياسى، وتسخر من الفكر الداعشى وتضم الأعمال كل نجوم سوريا بأعمالهم المتميزة مثل «باب الحارة» الجزء 9 «ووردة شامية جزء 2» وعملين تاريخين «أحمد بن حنبل» ومسلسل «أوركيديا» و«بقعة ضوء جزء 3» و16 مسلسل دراما مودرن وأكثر من خمسة مسلسلات كوميديا ساخرة بجانب فيلمين وكل الأعمال تصور فى جميع أنحاء سوريا- دمشق واللاذقية وطرطرس ونعمل وسط القذائف دون خوف أو تردد واستشهدت الفنانة «سوزان سليمان» وهى تصور مسلسلها على يد قذائف الدواعش وسنظل سنكمل تصوير أعمالنا تحت القذائف. هل مازالت حالة التنافس قائمة بين الفن المصرى والسورى؟ - الزعيم جمال عبدالناصر قال إن سوريا قلب العروبة النابض ونحن نعتبر مصر حصن الأمن والأمان للعرب، هناك حالة تكافل وتنافس شريف، ومع ذلك أكيد هناك اختلاف فى رؤى وشكل الدراما هنا وهناك والدراما تعتمد على نجم الشباك وحوله يدور كل شىء وفى سوريا نوعية العمل والنص هو النجم، لأن العمل يدخل فى عمق المواطن العربى والدراما السورية تعتمد على أكاديميين واختصاصيين على أعلى مستوى من نص ومخرج وممثل فالعمل جامع لكافة المهن التمثيلية. وإلى أى مدى تأثرت الدراما السورية برحيل فنانين خارج سوريا؟ - من واقع عدد المسلسلات ومن واقع الحرب لابد أن يفهم الجميع أن الفن والدراما السورية لم تتأثر بالدرجة المزعجة برحيل من رحل، لان تصوير أكثر من 30 مسلسلا فى ظل حرب مستمرة علينا من 6 سنوات أعتبر ويتفق معي الجميع أن هذا إعجاز وتحدٍ وحب من الفنانين السوريين لوطنهم وأضاف: كما أن تسويق دراما سوريا لم يتأثر لا بالاختلاف والانتماء السياسى للفنانين ولا بخروجهم، بالعكس هناك أعمال تم التعاقد على عرضها قبل تصويرها بعام ولعل مسلسل «باب الحارة 9» ويعرض حصرياً على قناة mbc يؤكد ذلك، وأضاف من غادروا سوريا فئتان الأولى غادرت من باب الخوف والرهبة من الحرب إلى بلدان أخرى والثانية غادرت لأنها مرتبطة بأجندات خارجية وهؤلاء كنا نشم فى رائحتهم «النفط والدولار» واستعدوا الحلف الغربى لإسقاط النظام باعتباره ديكتاتوراً وهؤلاء حذرنا الشعب منهم. وأضاف: من على أرض سوريا كل سوريا له، وله كل مجالات العمل دراما وتليفزيون وسينما ومسرح ودوبلاج، لأننا دولة مؤسسات مجتمع مدنى فى اتحاد الفنانين ولا نتبع الدولة وفروعنا مفتوحة فى كل المحافظات نقدم الفن ونرفع شأن الكلمة ونساند الوطن ضد مؤامرات التقسيم. وما هى حقيقة القائمة السوداء لاستهداف الفنانين الخارجين عن النظام؟ - لا يوجد عندنا قوائم سوداء أو خضراء، لكن هناك نوعين من الفنانين منهم من وضع سوريا فى قلبه وغادر بسبب خوفه أو للعمل، لكن الوطن فى قلبه مثل باسل خياط فهو رجل عنده «فوبيا» يخاف من الدم والقذائف رحل هو وأسرته إلى الإمارات، وأعلم أن سوريا مازالت فى قلبه - وأضاف بينما هناك نوع آخر وضع سوريا فى جيبه استدعى «حلف الناتو» وساهم من خلال تصريحاته فى سفك الدم السورى وتطاولوا على رموز السيادة فى الوطن واستقدم المسلحين الغربيين من أجل إسقاط النظام واعتبر الجيش العربى السورى «شراذم» وطائفيا وأساء للرئيس في حين انه كان من أقرب المقربين لشخصه وأول سيارة مرسيدس ركبها كانت هدية من الرئيس وكان حاضراً فى كل المناسبات على طاولة الرئيس وكانت تربطه علاقة شخصية به وأقصد جمال سليمان. تنفى وجود قائمة سوداء فى حين شطبت النقابة التى تديرها بعض الفنانين لماذا؟ - أولاً لم أشطب أحداً، مجلس النقابة هو الذى قام بذلك فى مجلس رأسه مستشار من وزارة العدل والشطب جاء بعد الإثبات القاطع بالدليل ومن خلال تسجيل لقاءات تليفزيونية لهم تطاولوا فيها على النظام والرئيس المنتخب بشار وإن كان هذا ليس «بيت القصيد» لأنك قد تختلف أو تتفق على شخص الرئيس، لكن لا يمكن أن نختلف على أهمية سوريا كوطن وأرض وشعب تربوا وتنجموا وتربحوا على أرضها مثل «أصالة نصرى» وهى من حاول الرئيس حافظ الأسد علاجها فى فرنسا وجمال سليمان وعبدالحكيم القطيفانى ومازن الناطور ومكسيم خليل. هل هؤلاء تم شطبهم من النقابة؟ - لا أصالة لا تتبعنا وربما الشعب نفسه شطبها من حساباته بعدما أعطاها ملك البحرين الجنسية، لكن قائمة من تم شطبهم هم جمال سليمان ومازن ناطور ومكسيم خليل ومى إسكاف، عبدالقادرالملا- المغنى سميح شقير، لويز عبدالكريم، عبدالحكيم القطيفان وشطبهم جاء بإجماع مجلس الفنانين بعدما تبين أنهم وضعوا سوريا فى جيبهم. وماذا عن غسان مسعود وسيف الدين سبيعى؟ - لم يتم شطبهما بل هما مقيمان فى لبنان وإذا شعرا بالأمان سيعودان لوطنهما، وأضاف بالمناسبة أول من غضب من قرار شطب هؤلاء هو الرئيس بشار نفسه لأنه يقدر ويعى قيمة الفن والفنانين. أرى أن هناك موقفا شخصيا من جمال سليمان؟ - إطلاقاً جمال سليمان ترشح أمامى فى انتخابات النقابة وأسقطته لكن جمال نفسه يطمع فى منصب وزارى وعندما يئس من ذلك طلب من «حلف الناتو» إسقاط النظام وأضاف الرئيس نفسه يصدر مراسيم عفو عن القاتلين والشعب السورى ينسي، لكن مشكلته فى أنه يستقدم الأجنبى لتفتيت بلادى فهو أكيد سقط فى غيه ولن تمحو الأيام أفعاله. لكن المثقفين هنا يرون غير ذلك فى جمال سليمان وأن له ثقلا فى الشارع؟ - جمال كان من أول النجوم المؤثرين والمقربين، والشارع السورى فقط هو الذى يحكم نحن لن نستعدى أحداً عليه لكن عليه أن يراجع نفسه. سمعنا عن عودة مهرجان دمشق ومهرجانات للمسرح كيف فى هذه الظروف؟ - نحن شعب عاشق للفن والكلمة، وإذا كانت المسلسلات تصور تحت القصف والحرب فما المانع أن نعيد مهرجاناتنا فنحن أعدنا المسرح القومى فى دمشق، ونعيد مهرجانات كانت متوقفة من 9 سنوات فى «حمص وحماة واللاذقية للمسرح» ولم نتوقف يوميا رغم الحرب عن إحياء عيد الفن، وهذا العام نكرم نجوم الفن فى سوريا منهم حتى الآن رغدة ورعد خلف ومنحهما شهادة التفوق وسنضع خمسة من كبار فنانينا على طوابع بريد تذكارية «الراحلون فقط». بعيداً عن الفن فى رأيك ما هى أسباب الحرب فى سوريا وهل النظام شريك فيها؟ - الحرب فى سوريا والجميع يعرف أنها حرب استعمارية ومصالح وصراع قوى عظمى وليست صراعا طائفيا أو دينيا، هدفهم إسقاط النظام المتمسك بالوحدة والأرض والسيادة والعروبة وإسقاط «بشار» الذى قال إن بوصلة الدعم لن تتغير تجاه فلسطين وأضاف كيف تكون حربا دينية و70٪ من الجيش وقياداته من السنة وبشار علوى؟ الحرب اقتصادية استعمارية لدولة استراتيجية أحد موازين القوى فى المنطقة مع مصر والعراق ورقم ثلاثة فى الأمن الغذائى ولم «تستدن» ليرة واحدة رغم الحرب ل6 سنوات متواصلة وكل شىء فيها بالمجان التعليم والصحة والرعاية الأسرية حتى الآن هى مؤامرة كونية علينا والهدف من المؤامرة التقسيم لإضعافها وكله لصالح الكيان الصهيونى.