قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن جماعات اليأس والظلام تمكنت، مع الأسف الشديد، من تخويف الناس وبث بذور الفتنة بينهم، مؤكدًا أن مسيحيي الشرق يتعرضون لخطة ممنهجة لإخراجهم منه، على رغم أن جهودهم لا ينكرها إلا جاحد على مدى التاريخ. أضاف أبوالغيط، خلال كلمته بالمؤتمر الدولى "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، الذى يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، بمشاركة 50 دولة، أننا نعيش حقبة من حقب التعصب، رأينا فيها استخدام كلمة الخالق سيفًا على رقاب الآمنين، وانحرافًا عن منهج الله من فئة ضالة عن المجتمع، مشيرًا إلى أنها حقبة من حقب الانزلاق طالما بليت بها المنطقة العربية فى عصور سابقة من تاريخها، لافتًا إلى أننا شاهدنا ظاهرة باعثة للحزن الشديد فى مجتمعنا خلال السنوات الماضية، حيث تمكنت التيارات المتطرفة من لعب دور فى تشكيل الوعى والإدراك وتراجع وتآكل لمفهوم العيش المشترك. وأوضح أبوالغيط أن دولة المواطنة تسمح بالعيش المشترك فى ظل سيادة حكم القانون، ولا فرق فيها بين أقلية وأغلبية وبين دين ودين، كما أن التسامح الدينى أحد المبادئ المؤسسة لدولة المواطنة، وهي منظومة كاملة تترسخ فى ضمير المجتمع حتى تصبح جزءًا من النسيج العام، قائلًا: "من المحزن أن الأغلبية فى وطننا لا يهتمون بمعرفة الآخر، وهذا هو أول طريق التطرف"، مطالبًا القيادات الدينية أن تمارس دورًا دينيًا أكبر حتى لا ينشأ أبناؤنا بعيدين عن بعضهم البعض، ويصبحون فريسة سهلة للانضمام للجماعات المتطرفة، وتربية النشء على ضرورة التعرف على الآخر ويقر بحقوقه فى العيش المشترك.