قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى عددها الصادر اليوم إن السوق السوداء لتجارة السلاح فى سوريا ازدهرت فى الآونة الأخيرة، فى ظل الوضع الأمنى المتدهور فى البلاد منذ شهر مارس الماضى. وأوضحت الصحيفة أن سماسرة تجارة السلاح فى لبنان، نجحوا فى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة بمختلف أنواعها، عبر الحدود السورية . وأضافت أن جماعات الثوار والمتمردين، بمن فيهم الجيش السورى الحر، أصبحت تبحث عن السلاح والذخائر فى كل مكان، من أجل مواجهة قوات الرئيس السورى "بشار الأسد". وأشارت إلى أن المواطنين فى المدن والقرى السورية، خصوصا فى المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية والتركية، يحصلون على السلاح المهرب، بأسعار مرتفعة جدا، من أجل الدفاع عن أنفسهم وحماية ممتلكاتهم، أما العناصر التى تعمل صمن مجموعات مسلحة منظمة، فتشكى من نقص الأسلحة، بشكل لا يمكنهم من القدرة على مواجهة القوات الحكومية. ويطالب الناشطون السوريون، المجتمع الدولى بتزويد الثوار بالسلاح. وأكدت الصحيفة أن نقص الأسلحة فى سوريا، وارتفاع الأسعار فى لبنان، والحملات التى تشنها قوات الجيش والشرطة السورية من أجل منع انتشار الأسلحة، أدت إلى سوق سوداء لتجارة السلاح فى البلاد. وأضافت أن سعر البندقية "ايه كى-47 " الروسية الصنع ذات الكفاءة الجيدة ، تضاعف من ألف دولار إلى 2,100 دولار خلال الأشهر العشرة الماضية. كما ارتفع سعر ال "ار بى جى" من 900 دولار فى مارس الماضى إلى 2000 دولار حاليا ، وارتفع سعر القنبلة اليدوية من 100 دولار إلى 500 دولار. ونقلت الصحيفة عن سمسار أسلحة فى بيروت يدعى "ابو رضا" قوله:" إن هناك طلبا متزايدا على القنابل اليدوية وال "ار بى جى"، والاسعار ارتفعت بشكل جنونى " وهو ماجعل أناسا عاديين يبيعون ما لديهم من أسلحة بسيطة وتقليدية ، لتحقيق مكاسب كبيرة. وأضاف أن هناك صعوبة بالغة فى تهريب السلاح داخل سوريا ، حيث تتم عمليات تفتيش وتمشيط للحدود السورية اللبنانية باستمرار. ورغم أن سوريا لديها حدود صحراوية مع العراق تمتد على طول 370 كيلو مترا ، إلا أنه من الصعب تهريب أى أسلحة من العراق إلى سوريا فى ظل تأييد حكومة "نور المالكى" الشيعية ، لنظام الرئيس السورى "بشار الاسد". وفى نفس الوقت لا يمكن التهريب عبر الحدود مع إسرائيل أو الأردن ، وبالتالى فإن تهريب الأسلحة لا يتم إلا من خلال الحدود اللبنانية أو التركية. وقالت الصحيفة انه رغم الدعم التركى للمجلس الوطنى السورى ، الجبهة الاقوى فى المعارضة، إلا أن تركيا تصر على ان تكون مواجهة المعارضة للنطام فى سوريا سلمية . ومع ذلك تتم عمليات تهريب للاسلحة من تركيا ، ولكن عبر عمليات فردية وليست منظمة. ورغم تعاطف العديد من الأردنيين مع الانتفاضة السورية إلا أنه لا يمكن الاعتماد علىى الأردن فى تهريب الأسلحة . وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعات الجهادية فى العراق، تدعم الانتفاضة السورية بقوة، وهناك اتصالات بين المعارضة السورية، وبعض الجماعات العراقية من السنة، خصوصا فى محافظة "الأنبار" التى تسكنها أغلبية سنية على الحدود السورية، إلا أن هناك صعوبة فى تزويد المعارضة بالسلاح من العراق.