شهدت عدة محافظات ظهور مرض الحمى القلاعية بين الماشية. وكانت البحيرة الأعلى فى انتشار المرض، كما شدد خبراء واطباء بيطريون على ضرورة مواجهة المرض وتوعية المربين بخطورته على الإنسان، وأكدت هيئة الخدمات البيطرية اتخاذها الخطوات اللازمة لمواجهة الحمى القلاعية، ولفتت إلى أن المرض موسمى يظهر فى غضون شهور يناير وفبراير ومارس، ويتم التحصين منذ شهر سبتمبر، ورفض بعض الفلاحين منح المصل للحيوانات ما تسببه فى انتشار العدوى. وكشفت هيئة الخدمات البيطرية عن مبالغة المربين فى بعض الأحيان فى ظهور المرض من أجل الحصول على تعويضات مادية، كما حدث سابقا عام 2012. وأوضح الخبراء أن المرض قد يعود إلى الحيوانات المستوردة من الخارج التى ربما تسببت فى نشر العدوى، وشددوا على دور الإعلام فى نشر الوعى الحيوانى لدى المربين حتى فترة انتهاء المرض. أكد الدكتور إبراهيم محروس، رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن هذه الفترة يتكرر ظهور مرض الحمى القلاعية بين الحيوانات، وأشار إلى اتخاذ عدة إجراءات لبرامج تحصينية تمنح للحيوانات إلا أن رفض المربين وتصورهم أن التحصين يتم بعد المرض وليس قبله وهو ما يؤدى لانتشاره. ولفت إلى أن هناك بلاغات عديدة كاذبة تتلقاها الهيئة من جانب بعض المربين بشأن نفوق حيواناتهم بسبب الحمى القلاعية ونكتشف انها غير صحيحة وانها رغبة من البعض فى الحصول على تعويضات مالية كما حدث سابقا فى 2012. ومن جانبه أكد ياسر الصيرفى كبير الأطباء البيطريين أن الحمى القلاعية مرض متوطن فى مصر ومرض فيروسى وليس له شكل محدد ويتغير طبقا للبيئة، قائلا: نسمى الفيروس باسم العترة، واختلاف العترة سبب فى شدة المرض وعدم وجود تحصين للعترة الجديدة وارد بسبب عدم اكتشافها قبل وقوعها. وحول زيادة سعر اللحوم بسبب ظهور الحمى أكد الصيرفى أنه كلما قل المعروض زاد السعر وهو من ضمن الأسباب وليس كلها. وأوضح الدكتور عصام رمضان الخبير البيطرى أن سبب انتشار الحمى القلاعية سنويا معروف، ولكن يتم تجاهله وهو يعود إلى استيراد اللحوم الحية وعلى الدولة استبدالها بالمذبوحة، ولفت إلى عدم استمرارها فترة طويلة، وتتأثر بها العجول الرضيعة والحوامل من الماشية. وعقدت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لشئون الانتاج الحيوانى الداجنى والثروة السمكية، اجتماعا مشتركا بحضور الدكتور صفوت الحداد نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لشئون الخدمات الزراعية، والدكتور ابراهيم محروس رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرى الطب البيطرى بالمحافظات لبحث آليات مواجهة الأمراض الوبائية والسيطرة عليها. وقالت محرز فى تصريحات صحفية على هامش الاجتماع إنه يهدف إلى وضع خطة عمل جديدة للطب البيطرى بالمحافظات وفقا للظروف والتحديات التى تواجهها مصر حاليا فى ظل انتشار الحمى القلاعية، موضحة أن الخطة تتضمن خطة مديرية الطب البيطرى ودور كل طبيب، على أن يكون ذلك مكتوبا ومتضمنا الأعمال التى يقوم بها فى نطاق الوحدة البيطرية بكل محافظة، وما تم تحصينه من ماشية للحماية من الأمراض الوبائية، ودور اللجان البيطرية فى متابعة الحالة المرضية والسيطرة عليها. وأضافت محرز أن الخطورة تكمن دائما فى حماية قطعان الماشية لدى صغار المربين الذين يشكلون أغلبية ملكية الثروة الحيوانية، مشددة على ضرورة التزام الأجهزة البيطرية بالمحافظات بتنفيذ إجراءات صارمة تمنع خروج المواشى من بؤرة الإصابة مع الاغلاق الكامل للأسواق داخل مناطق الاصابات المرضية.