تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن السبب الذي أدى إلى تصاعد نفوذ الإسلام السياسي في المنطقة العربية خاصة في الدول التي وصلها قطار الثورات، خاصة مع سيطرة الإسلاميين في مصر وقبلها تونس والمغرب وليبيا على سدة الحكم في تلك الدول التي حاربتهم وقمعتهم بشدة. وقالت مع انتهاء الجولة الثالثة من الانتخابات البرلمانية في مصر ورغم عدم ظهور النتائج الرسمية، إلا أن النتيجة واضحة حيث تتحدث المؤشرات عن حصول جماعة الإخوان المسلمين على نصف البرلمان، فيما يحصد السلفيون على الربع، ويترك الربع المتبقي للأحزاب العلمانية، تساءلت الصحيفة عن "سبب هذا الصعود؟!". وتضيف أن الإسلاميين لم يكونوا السبب في انتشار الربيع العربي، كما أن جميع طوائف الشعب تعرضوا للظلم من الحكومات الاستبدادية السابقة، فقد أغرقت تلك الحكومات البلاد في الديون، فمنذ عام 1950 وحتى 1980، واقتصادات تلك الدول تعاني الركود، والظلم والتهميش طال جميع فئات المجتمع سواء العلمانيين أو الإسلاميين، ولكن لماذا لم يأت العلمانيون الذين كانوا مفجري الثورات إلى سدة الحكم، وجاءت بالأحزاب الإسلامية؟!. وتجيب الصحيفة، تاريخ الغرب نفسه يوفر جوابا، ففي الفترة من 1820-1850 كانت أوروبا تشبه العالم العربي اليوم بطريقتين، فقد شهدت المنطقتان الثورات التاريخية التي انتقلت من بلد لآخر، كما احتشد الناس المحبطون في كثير من الدول حول عقيدة واحدة ليست من صنع أيديهم، ولكنها موروثة من الأجيال السابقة. وفي أوروبا خلال القرن 19، كانت تلك الايديولوجية هي "الليبرالية"، التي ظهرت أواخر القرن 18 في أمريكا، وانتقلت منها إلى هولندا وبولندا وفرنسا خصوصا، وأصبحت الليبرالية الهدف الرئيسي لأنظمة الاستبداد في النمسا وروسيا وبروسيا بعد أن ساعدت في هزيمة فرنسا عام 1815، وساعد هذا في وضع الأسس الأيديولوجية للثورة ليبرالية في اسبانيا عام 1820، ومن هناك امتدت الثورات إلى البرتغال ونابولي الايطالية وبيدمونت واليونان، أخبار الثورة الإسبانية أدت لاعتماد دساتير ليبرالية في الدول الناشئة مثل كولومبيا والأرجنتين وأوروغواي وبيرو والمكسيك. وأوضحت:"أما اليوم في المنطقة العربية في ريفها وحضرها عانى الناس من الإحباط ويسعون للعيش حياة كريمة، وبما أن كافة الدول العربية يجمع بينها شيء واحد مشترك هو "الإسلام"، فقد عاد الناس إلى جذورهم الطبيعية، وإلى هويتهم الإسلامية، فالإسلام يقدم الحل لما تعانيه المجتمعات من مشاكل ويعرف أين يكمن العلاج".