تلقيت رسالة من أهالي بلدة فرشوط بمحافظة قنا تقطر مرارة، تقول الرسالة: نحن الموقعين أدناه من أهالي مدينة فرشوط - محافظة قنا نرجو منكم مساعدتنا في وقف إتاوة الجباية التي تفرض علينا من محافظة قنا وشركة توزيع الكهرباء مصر العليا بواقع 2 جنيه علي المنزل وعشرة جنيهات علي المحل شهريا كرسم نظافة يحصل مع فاتورة الكهرباء الشهرية دون مقابل لخدمة ظاهرة أو باطنة في بلدة لا يوجد أسوأ من شوارعها ودون معرفة أين تذهب هذه الأموال التي يتم جبايتها هل تخصص للنظافة أم توزع وتقسم علي الصناديق الوهمية التي ذكرت الوفد الأسبوعي في شهر ديسمبر انها تبلغ 441 صندوقا لا تخضع للرقابة المالية ومن هم المنتفعون!. لأننا نحن أصحاب المحلات وأهالي فرشوط لا نراها ولا نعرفها، فهل الدولة تفرض رسوما علي الشعب لتركيب أعمدة الإنارة في الشوارع أو رصفها أو تنظيف الشوارع من الزبالة ونقلها إلي مواقع معينة.. وإلا إذن ندفع الضرائب المقررة علينا من قبل الدولة لصرفها في الخدمات العامة للشعب، وهل تقوم محافظة قنا بتقديم خدمة نظافة سوبر أو زائدة عما يفرضه القانون العام عليها لجهة تنفيذية، وما هو القانون الذي ينظم هذه الاتاوات ويقدر قيمتها وينظم أوجه تحصيلها وجهات صرفها خارج قانون الضرائب العام، وهل هناك قانون يسمح بتحصيل أموال مقابل خدمة تؤدي وإنما لمسمي النظافة كلمة عامة لا واقع لها من جهتي المطالب بالدفع والذي يدفع، ولكنها نقود تدفع بالجبر لمقابل خدمة غير موجودة، تحت تهديد الدفع أو الغرامة والحبس أو إزالة عدادات الكهرباء وغيرها من التهديدات.. فهكذا كانت الاتاوة تحصل قبل الثورة وطوال العام عن طريق التهديد وها هي الآن عادت بذات الجبروت والظلم! هذا هو نص الرسالة التي وصلتني بتوقيع 48 مواطنا من أهالي بلدة فرشوط بمحافظة قنا، وأنا اتفق معهم بأنه لا ضرائب ولا رسوم إلا بقانون يصدر من مجلس الشعب، وأطلب من اللواء عادل لبيب محافظ قنا بحث مشكلة أهالي فرشوط مع رسوم النظافة المفروضة عليهم، وأثق في سرعة تدخله، كما أثق في نزاهته وأعتبره كما يعتبره شعب قنا وأنا واحد منهم بأنه باني نهضة قنا الحديثة منذ الفترة الأولي التي تولي فيها المسئولية وجميع شعب قنا يعلم كيف كانت قنا قبله، وكيف أصبحت معه محافظة حضارية وعاصمة لا تتكرر علي مستوي الجمهورية بل في معظم العواصم العربية. وبالمناسبة وأنا أكتب هذه المشكلة كنت أشاهد برنامج «منتهي الصراحة» الذي يقدمه الكاتب الصحفي مصطفي بكري علي قناة الحياة، وسالت دموعي وهو يعرض مشكلة سكان قرية حاجر الدهسة بقنا التي تقع تحت خط الفقر بكثير، واستمعت إلي كلام الأطفال الجوعي والحافين والعارين، وإلي السيدة التي قالت البيت خربان وعاوزة المية والنور، وأخري قالت إنها مش عارفة تدبر تكاليف زواج بناتها الثلاث، وكذبت علي العرسان الذين تقدموا لبناتها وقالت معنديش بنات!. كما استمعت إلي المواطن الذي باع الأربعة قراريط اللي حيلته للإنفاق علي علاج زوجته المريضة بالسرطان. وتحرك اللواء عادل لبيب محافظ قنا فور إذاعة البرنامج في الحلقة السابقة يرافقه الزميل محمود بكري إلي قرية حاجر الدهسة لبحث مشاكل المواطنين علي الطبيعة ووضع الحلول العاجلة لها، وقرر المحافظ إرسال قافلة طبية للكشف علي أهالي القرية وتقديم العلاج المطلوب لهم، كما كلف الشئون الاجتماعية بالمحافظة بحصر أهالي القرية لصرف معاشات للمحتاجين منهم، وكلف «أملاك الدولة بحصر مساكن القرية لإقامة منازل جديدة بدلا من المتهالكة، كما قام بتدعيم شبكة الكهرباء بمحولات جديدة وحفر آبار مياه، وادراج مدرستين بالقرية في الخطة الحالية إحداهما للتعليم الأساسي بتكلفة مليوني جنيه والثانية للتعليم الإعدادي بتكلفة 1.8 مليون جنيه، كما أمر اللواء عادل لبيب بإحلال وتجديد مركز الشباب بالقرية، وكلف فريق عمل من المحافظة بالإقامة في القرية للانتهاء من حل كافة المشاكل التي تواجه المواطنين حتي تعود البسمة إلي شفاههم. كما قرر المشير طنطاوي توفير كافة احتياجات الأهالي، كما علمت من خلال برنامج الاستاذ مصطفي بكري أن الدكتور السيد البدوي شحاتة رئيس الوفد قرر التبرع بمليون جنيه لأهالي قرية حاجر الدهسة من ماله الخاص وإرسال قافلة طبية للكشف علي المرضي من المواطنين بالقرية. هذا هو عادل لبيب الذي خرج أهالي قنا يطالبون بعودته محافظا لهم لاستكمال طموحات قنا.. وهكذا يكون المحافظ والحاكم.