رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن فرض واشنطن عقوبات جديدة ضد إيران يثير المخاوف من أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يستعد لمواجهة حاسمة معها لا تتضمن عملا عسكريا مباشرا ضدها، بل تعتمد على تقليص نفوذ إيران في المنطقة. واستبعدت الصحيفة أن يكون ترامب مقدما على عمل أمريكي فردي ضد إيران لإلغاء الاتفاق النووي معها أو الالتفاف عليه. ورجّحت الصحيفة أن يكون هدف ترامب من تصعيده مع طهران هو تكثيف الجهود الأمريكية لوصم إيران بأنها زعيمة الإرهاب وراعيه العالمي، ومن ثم تقليص نفوذها بالشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة أن ميدان القتال مع إيران يشمل العراقوسوريا وأفغانستان والبحرين ولبنان واليمن حيث تقوم طهران بحروب بالوكالة ضد السعودية، وستتضمن الحملة ضدها المزيد من العقوبات المصرفية والمالية الشاملة، وزيادة مبيعات السلاح والدعم العسكري العلني للحلفاء الإقليميين، وتعزيز الوجود العسكري البحري الأمريكي بالخليج أو المزيد من العمليات السرية للقوات الخاصة مثل تلك العملية "الكارثية" التي نُفذت مؤخرا باليمن، بالإضافة لاحتمال جعل الحظر على سفر الإيرانيين دائما. وأضافت الصحيفة أن ترامب ستكون لديه ورقة أخرى إذا نجح في تحسين علاقاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأقنعه بوقف مبيعات الصواريخ الروسية لإيران، ووقف التعاون النووي والدبلوماسي معها أيضا. وقالت أيضا إن إدارة ترامب تعلم جيّدا أن أي محاولة لإلغاء الاتفاق النووي ستُواجه بمعارضة شديدة من الموقعين الآخرين على الاتفاق، ومن المحتمل أن تستبدل واشنطن ذلك بتقوية الاتفاق بإدخال عمليات تفتيش أشد وتوسيع قيوده. وأشارت الصحيفة أيضا إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب يوم ال15 الشهر الجاري بواشنطن، وتوقع أن يؤيد نتنياهو موقفا أشد ضد إيران مستشهدا بمواقف سابقة له بشأن الاتفاق النووي وتدخل طهران في سوريا، وتهريبها السلاح إلى لبنان وحزب الله اللبناني، ومساندتها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأشار إلى أن عداء ترامب مع إيران لم يتوقف منذ أن صرح بذلك في حملته الانتخابية، لافتا الانتباه إلى شمول حظر السفر لأمريكا المواطنين الإيرانيين، والعقوبات الاقتصادية الجديدة، وتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين الغاضبة حول إطلاق طهران صاروخا جديدا والتي قال فيها إن زمن التغافل عن أعمال إيران العدائية ضد الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي قد مضى.