عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - فى قصره بالرياض جلسة مباحثات مع الرئيس السودانى «عمر حسن البشير» واستعرضا خلالها العلاقات بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها فى مختلف المجالات، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم إطارية خلال زيارة البشير للرياض بشأن منحة المملكة لتمويل مشروع تيسر مياه الشرب فى المناطق الريفية، وقعها من الجانب السعودى نائب رئيس مجلس الصندوق السعودى للتنمية والعضو المنتدب المهندس يوسف بن إبراهيم البسام، ومن الجانب السودانى وزير الدولة مدير مكتب الفريق طه عثمان الحسين. كان الرئيس السودانى عمر البشير، قد وصل إلى المملكة العربية السعودية فى زيارة تستغرق عدة أيام، وكان فى استقبال «البشير» الأمير» فيصل بن بندر بن عبدالعزيز» أمير منطقة الرياض ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء» مساعد بن محمد العيبان،» وسفير السعودية لدى السودان «على بن حسن جعفر», والسفير السودانى لدى السعودية «عبدالحافظ إبراهيم»، ومندوب عن المراسم الملكية ،بمطار قاعدة فخامة الملك سلمان الجوية. تأتى زيارة الرئيس السودانى للرياض كرد الجميل للمملكة لدورها الباز فى رفع جزء من العقوبات الامريكية عن الخرطوم وعودة الشركات الامريكية لحقول النفط السودانى بالاضافة للشركات السعودية وابرزها «ارامكو» وكشف وزير الخارجية السودانى السابق مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة بجنيف مصطفى عثمان إسماعيل عن الدور السعودية فى قرار أمريكا الأخير برفع جزئى عن العقوبات التى تفرضها واشنطن على الخرطوم. وأوضح إسماعيل فى تصريحاته لصحيفة «عكاظ» السعودية أن الدور السعودى جاء فى إطار العلاقات التاريخية والإستراتيجية المتميزة بين البلدين، والتفاهم التام بين القيادتين إزاء قضايا المنطقة وتحدياتها، قائلا: «تحدث الرئيس البشير لأخيه الملك سلمان عن الأذى والصعوبات التى يواجهها السودان نتيجة العقوبات الأمريكية وطلب منه أن تتدخل المملكة لرفع هذه العقوبات واستجاب الملك سلمان على الفور وكلف ولى ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية عادل الجبير بالتواصل مع الإدارة الأمريكية والتنسيق مع اشقائهم فى السودان». وأشار «عثمان» إلى أنه كان من المفترض أن ترفع هذه العقوبات فى شهر نوفمبر الماضى، ولكن الإدارة الأمريكية أجلت ذلك حتى لا تؤثر على الانتخابات الرئاسية، وبعد الانتخابات تواصلت المملكة مع الحكومة الأمريكية وحثتها على الوفاء بتعهداتها مثلما أوفى السودان بتعهداته، ومن هنا جاء قرار الإدارة الأمريكية الأخير برفع العقوبات التجارية والاقتصادية الذى بدأ تنفيذه. وأكد إسماعيل أن هذا القرار سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على الاقتصاد السودانى، وعلى الضائقة التى ظل يعيشها الشعب السودانى منذ 20 سنة، مضيفا: ونتيجة لهذا القرار أيضا قرر مجلس الوزراء السودانى الأحد الماضى تمديد وقف إطلاق النار لستة أشهر أخرى، ووجه الرئيس البشير الجانب السودانى بالتواصل مع الجانب السعودى ومع الإدارة الأمريكية الجديدة بهدف إزالة ما تبقى من عقوبات والتطبيع الكامل بين الخرطوموواشنطن. وفى ختام تصريحه ل «عكاظ» استذكر الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مقولة الراحل الأمير محمد الفيصل (إن السعودية لديها جناحان شرقى «باكستان»، وغربى «السودان»، مؤكدا اعتزاز بلاده بالدور الكبير الذى تقوم به المملكة فى خدمة المقدسات الإسلامية والحرمين الشريفين وقاصديهما،