يرى الشارع السوري أن جزءًا من معركته وحربه هي حرب إعلامية في المقام الأول وهو أيضا معركة الشارع العربي كله، لكن كان التركيز من الإعلام المأجور المتمثل في قناة «الجزيرة» كان ضد مصر وسوريا ونجحت هذه الآفة الإعلامية في دس السُم في العسل وإذكاء الفتنة الطائفية في الشارعين تحت مسمى الديمقراطية، كانت هذه رؤية وزير الإعلام السوري، محمد رامز ترجمان، الذي أكد في حواره ل«الوفد» أن الإعلام أحادي الاتجاه المتمثل في «الجزيرة» نجح في البداية في تحقيق أهدافه في سوريا وحقق جزءًا من أهدافه معتمدًا على التنوع الطائفي والعرقي وبث الفتنة بين أطراف الشعب لأنه إعلام مسلح بالمال والبترول والدولار والهدف كان أكبر من ذلك وهو تفتيت أكبر ثلاث قوى وجيوش عربية هي مصر وسورياوالعراق وبدأوا مخططهم بعد النجاح في ضرب القوة العراقية. معالي الوزير، الحرب في سوريا إعلامية في المقام الأول كيف تصديتم لذلك؟ رغم تسويق حربنا على التقسيم والإرهاب المدعوم بالبترودولار إعلامياً بشكل مزيف وقلب الحقائق علي أنها حرب تطهير عرقي وطائفي ومارسوا كل أنواع الكذب وتزييف الواقع ونجحوا في شق الصف الذي كان متعايش بشكل سلمي منذ عشرات السنوات لكن نجح الإعلام السوري بصمود الشعب وقهر قوي الشر المتأسلم والذي استخدم الدين وسيلة لتحقيق أهداف رخيصة لدول استعمارية هدفها ليس فقط إسقاط النظام بل تقسيم القوة الثانية سوريا بعد الشقيقة مصر ونقل الواقع بسلبياته وإيجابياته ونقلنا الحقيقة بشفافية واعدنا العقول التي غسلها إعلام «الجزيرة» المأجور وعاد اعلامنا هو الناقل الرسمي للحدث، وأضاف استطلاعات الرأي الآن تؤكد ان نسب مشاهد «الجزيرة» أصبحت محدودة للغاية وبدأ الشعب يبحث عن بدائل انتقلت تدريجياً لإعلامنا الرسمي. لكن الاعتماد علي حلفاء بعضهم غير مرغوب فيه يصنع حاجزا لوصول الصورة؟ العبرة بالنتائج العالم كله الآن اصبح يعترف بمقاومة سوريا للإرهاب واعتمدنا في الدعم الإعلامي والاقتصادي علي حلفائنا بجانب التوسع في المصالحات مع العائدين للوطن والمتنازلين عن السلاح وإعطائهم فرصة للعيش بسلام وكذلك بعد صمود الجيش والشعب ومساندته لقيادته وكان لذلك الدور الاكبر في استمرار الصمود، وأضاف وقت الأزمات يبحث البعض عن حليف وهذا حال الدول وبالتالي ليس هناك ما يمنع أن يكون حليفنا موسكو وطهران ولبنان. لكن الإعلام عندكم يعيش أزمة انه رد فعل مثل كل الإعلام العربي؟ هذا صحيح لكن الإعلام السوري رغم ضعف امكانياته أمام اعلام البترودولار نجح في أن ينقل الواقع في سوريا بشفافية وتعامل مع منطق الواقع دون كذب وخداع الشارع وترحيبنا بكل المبادرات التي تصل بنا للسلام وحقن دم الشعب السوري الذي اتهمنا الإعلام الغربي و«الجزيرة» بقتله زيفاً وكذباً. وماهي آليات تطوير الإعلام الرسمي في سوريا لمواجهة الواقع؟ الإعلام بحاجة كبيرة للمال وهي أزمة تواجهنا أمام الإعلام الخاص لذلك نعيد تأهيل وسائلنا الاعلامية صحفاً وفضائيات وقمنا بعملية دمج لبعض القنوات وتنقية العمالة والبقاء للكفاءة وتطوير آليات نقل الخبر بتقنية وسرعة كبيرة وإعادة هيكلة مؤسسات الاعلام الرسمي وأصبح شعارنا هو المنطقية والشفافية في نقل الحدث حتي يمكن أن نواجه سلطة خامسة وهي سلطة ال«سوشيال ميديا» التي أصبحت أسرع من الجميع والاقرب في نقل الحدث حتي لو بصورة مغلوطة. هل الاعتماد في المعركة علي الاعلام؟ الإعلام هو أهم سلاح في المعركة بعد أن لمسنا ضعف تأثير اعلامنا الخارجي في الرأي العام العالمي وتعلمنا الدرس أصبح علينا أن نكون صانعي الحدث والخبر وهو ما طبقناه في معركة تحرير حلب لعبنا دوراً مهماً في رفع الحالة المعنوية وتصدينا للحرب الإعلامية علي الجيش العربي السوري ورددنا علي فضائيات الزيف وكسبنا ثقة الشارع السوري والرأي العام لدرجة أثرت بشكل كبير لصالحنا، وأشار الوزير لولا هذا التأثير ما كنت كصحفي مصري تأتي لسوريا مرحباً فيك. لكن القادم أصعب في معركة إعادة إعمار العقول والارض؟ بالتأكيد نحن أمام تحد لم ينته بعد وهو معركة تحرير العقول التي غسلها سم الإرهاب وأمواله وعودتها للوطن مدعومين في ذلك بدور وزارة المصالحات، والإعلام السوري لديه خطة لتنمية الوعي البشري في الشارع واعادة تأهيله لإعادة إعمار سوريا عن طريق ورش عمل وخطط اقتصادية وانسانية ضخمة مع كل مؤسسات الدولة للعيش من جديد وإعادة سوريا للحياة الطبيعية وهذا يعني أن الأزمة لن تنتهي إلا بعودة الواقع وعودة وحدة الشعب السوري لتعيش كل طوائفه بسلام كما كانت من قبل. الحرب السورية مازالت محل اختلاف كيف تقنعون الشارع بنبل الهدف؟ هذا صحيح الإعلام الغربي صورها بأنها حرب أصولية وتطهير عرقي لكن الواقع انها حرب علي الإرهاب والتقسيم لسوريا بهدف إضعافها كما فعلوا مع العراق وكما يحاولون مع مصر الذي فطن شعبها للمؤامرة ونجح الرئيس «السيسي» في إجهاضها ويحاول الآن عودة مصر لقوتها وهو ما نحاول الصمود أمامه من قوة ووحدة سوريا وأكبر دليل التفاف الشعب حول الرئيس بشار الاسد والتمسك به قائد ورئيس لسوريا. وأشار وزير الاعلام السوري نعمل في لجنة علمية خاصة علي اصدار كتاب اسود سيكون مفاجئة للعالم نكشف فيه بالوثائق والصور والدليل أسماء وشخصيات وبلادا ممن مارسوا الإرهاب في سوريا وعلي الشعب السوري ونكشف فيه من الإرهابي ومن الجاني وعدد الارهابيين وبلادهم وكيف أتوا لسوريا وسيكون أكبر رد علي مزاعم الغرب و«الجزيرة» وقطر وتركيا وأمريكا والسعودية.