يترقب 90 مليون مصري، في التاسعة مساء اليوم -الأحد- بتوقيت القاهرة، مواجهة مصيرية للمنتخب الوطني الأول أمام نظيره المغربي، في صدام عربي خالص ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها الجابون حاليًا وتستمر حتى 5 فبراير المقبل. ويدير اللقاء طاقم تحكيم جابوني بقيادة الحكم الدولي إيريك أوتوجو كاستان، الذي يتفاءل به المصريون كثيرًا، بعد أن أدار لهم مؤخرًا مباراة غانا في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم والتي فاز بها الفراعنة. ويشكل اللقاء قمة عربية مثيرة، الفائز بها سيمضي بخطوات ثابتة نحو الدور نصف النهائي لمواجهة الفائز من موقعة تونس وبوركينا فاسو، ويزيد من حظوظه في مواصلة مشواره نحو اللقب الثامن للفراعنة أو الثاني لأسود المغرب. التاريخ مع المغاربة التاريخ لا ينصف الفراعنة على الإطلاق في مواجهة أسود الأطلسي، بل إن المنتخب المغربي شكل على مدار العقود الماضية عُقدة كبيرة، حيث تقابل المنتخبان في 21 مباراة رسمية في كافة البطولات، فازت مصر مرتين فقط بينما فازت المغرب فى 11 مواجهة وتعادلا 8 مرات، ونجح المنتخب المغربي فى تسجيل 32 هدفًا في شباك مصر، فيما سجل الفراعنة 13 هدفًا فقط. وفي بطولة كأس الأمم الإفريقية، تقابل المنتخبان 5 مرات فاز الفراعنة في مباراة بينما فاز المغرب في 3 مباريات وتعادلا فى مباراة واحدة، والمثير في ذلك أن في كل مرة يلتقي المنتخبان بالكان يتوج أحدهما باللقب. ويتشابه المنتخبان في مسيرتهما بالبطولة، حيث بدأ المنتخب الوطني بتعادل محبط أمام نظيره المالي، ثم استعاد عافيته وحقق الفوز في الجولتين الثانية والثالثة على أوغنداوغانا بنفس النتيجة 1-0، ليتصدر المجموعة الثانية ب7 نقاط وسجل خالٍ من الهزائم والأهداف. في المقابل تلقى المنتخب المغربي خسارة في مستهل مشواره أمام جمهورية الكونغو بهدف نظيف، وبعدها تحول الأداء كثيرًا للأفضل وفاز أسود الأطلسي في مواجهتين متتاليتين على توجو بنتيجة 3-1، وعلى كوت ديفوار بنتيجة 1-0 ليتأهل في المركز الثاني ب6 نقاط عن مجموعته رفقة نظيره الكونغولي. ويملك المنتخب الوطني أفضلية كبيرة في اللقاء الذي سيقام على ملعب مدينة بور جونتي، الذي استضاف جميع مواجهات المنتخب في مرحلة المجموعات ولم يغادر المدينة التي يقيم فيها، ورغم سوء أرضية الملعب إلا أنه سيكون مصدر قوة للفراعنة. تدريبات قتالية واستعد المنتخب الوطني تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للفراعنة، للمباراة بشكل جيد حيث خاض المنتخب 3 تدريبات بدون الحصول على راحة عقب المباراة الأخيرة أمام غانا والتي أعطت دفعة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني وأكسبت الجمهور ثقة كبيرة في المنتخب وقدرته على استعادة اللقب الذي يحتفظ برقمه القياسي بالتتويج سبع مرات. ودرس كوبر، منافسه المغربي بشكل كبير خاصة عناصر القوة والضعف في المنافس الذي يملك لاعبين مميزين تحت قيادة فنية متميزة للفرنسي رينارد، حيث سيكون اللقاء تحديًا كبيرًا بين الأرجنتيني والفرنسي لحسم اللقاء. ولم يترك الأرجنتيني أي فرصة للظروف ودرّب اللاعبين وتحول المران إلى تدريبات قتالية على رفع الأحمال البدنية بشكل كبير واللعب في ظل الظروف الصعبة من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة حتى 120 دقيقة، بعد جلسات الاستشفاء العديدة التي أجراها خلال الفترة الأخيرة. مران خاص علي ركلات الترجيح كما اتجه الجهاز الفني لتدريب اللاعبين على ركلات الترجيح، تحسبًا لأن تسود نتيجة التعادل بين المنتخبين ويمتد اللقاء لوقت إضافي وركلات ترجيحية، وخصص أكثر من 15 دقيقة في المرانين الأخيرين، والتي ظهر فيها اللاعبون بشكل مميز ونجحوا في التسجيل بنسبة كبيرة، كما تألق الحارسان عصام الحضري وشريف إكرامي في سرعة رد فعلهما وظهرا بمستوى طمأن الجهاز الفني على حالة المنتخب. «تريزيجيه » و«صلاح» كلمة السر وينتظر أن يباغت الأرجنتيني اليوم، نظيره المغربي من خلال الاعتماد على الانطلاقات السريعة للثنائي محمود تريزيجيه ومحمد صلاح، مع الحذر الدفاعي الكبير وتكليف ظهيري الوسط أحمد حجازي وعلي جبر برقابة مهاجمي المنافس الخطيرين النصيري وبوهدوز، مع إعطاء مهام دفاعية كبيرة للثنائي أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي لرقابة جناحي الأسود. وتحدث الأرجنتيني في جلسة مع مروان محسن، مهاجم الفراعنة، وأكد له أن المباراة المقبلة لها حسابات مختلفة والأمور ستكون ميسرة أمامه للوصول إلى المرمى والتسجيل، وكلفه ببعض المهام أثناء تنفيذ الكرات الثابتة للتهديف أو صناعة الفرص الخطيرة لعبدالله السعيد والجناحين صلاح وتريزيجيه. «رينارد» يسعى ل «خنق» وسط الملعب في المقابل، كشفت الصحف المغربية، اليوم الجمعة، عن الطريقة التي يسعى هيرفي رينارد، مدرب أسود الأطلسي، للاعتماد عليها أمام المنتخب الوطني، وهو نفس النهج التكتيكي الذي واجه به منتخب الكونغو بدور المجموعات. وبحسب الصحف، سيعتمد رينارد على الضغط المكثف والمبكر ، وسيحاول خنق منافسه بجبهته، مع الدفع بورقته الرابحة يوسف النصيري مهاجم نادي مالاجا منذ الانطلاقة، بجوار عزيز بوحدوز الذي استعاد عافيته بعد الإصابة. ولا ينوي رينارد اعتماد الخطة التي واجه بها كوت ديفوار، والتي راهن من خلالها على المرتدات الخاطفة كسلاح للنيل من منافسه. وحذر رينارد لاعبيه من الاستهانة بالمنتخب المصري وقدرات لاعبيه الهجومية، لا سيما محمد صلاح نجم نادي روما الإيطالي، ودعاهم لتجاهل المعطيات التاريخية التي تتوارد على معسكر الأسود، والتي تمنح أفضلية للمنتخب المغربي على حساب الفراعنة.