ياترى ماذا يخبىء لك «رفعت» يا «مبارك»، أرشح المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات القاهرة الذى يحاكم الرئيس السابق مبارك بتهمة قتل المتظاهرين والفساد المالى للحصول على لقب شخصية عام 2012، لأنه الوحيد الذى يعرف مصير مبارك، ويحتفظ بهذا السر الذى يترقب العالم فك رموزه لإعلانه فى الوقت المناسب لحظة صدور الحكم فى القضية، كما أن المستشار رفعت هو الوحيد الذى أدخل مبارك القفص، وقال له مبارك: أفندم، وأعلم أن هذه الكلمة لم ترد على لسانه منذ اعتلى العرش أكثر من 30 عاماً حكمنا فيها مثل الملوك! وآخر مرة نطق بها كانت للرئيس السادات فى العرض العسكرى قبل لحظات من اغتياله! كما أن هذا الحكم الذى يعد الأشهر فى العالم هو آخر حكم يصدره أحمد رفعت قبل إحالته للتقاعد. القضية ليست سهلة.. والحكم فيها لن يكون عادياً، ومنطوقه لا يخص أسر شهداء ومصابى الثورة ولا أسرة مبارك فقط ولكنه يهم شعباً بالكامل أهدر مبارك كرامته لمدة 30 عاماً كما قالت النيابة فى مرافعتها أمس أنه عاث فساداً فى الأرض وأطلق يد «العادلى» لقمع المصريين وتعامل مع المتظاهرين بقلب ميت كما أن الحكم محط أنظار العالم الذى يتابع عملية القصاص من الطاغية وعصابته بعد أن تابع ثورة الشعب التى أسقطته من فوق العرش. ان هناك مظاهر فى جلسات المحاكمة تشير الى ان الحكم قد يصدر خلال الأيام القادمة قد يكون قبل 25 يناير أو بعدها بأيام.. أنا ألتمس من المستشار أحمد رفعت لو كان الحكم بالإدانة للطاغية وعصابته أن يصدره قبل الاحتفالات بالعيد الأول للثورة ليحتفل به الشعب ويكون الفقرة المهمة فى هذه المناسبة، وإذا كان حكماً بالبراءة لا قدر الله ليؤخره إلى ما بعد 25 يناير حتى لا يصاب المواطنون بالغم والكمد والعكننة ان الحكم فى هذه القضية موجه الى 85 مليون مصرى عدا الفلول والشيخة ماجدة التى حلمت باحتلال مصر فى حالة الحكم على مبارك، ولابد ان تشرب هذه العصابة من الكأس التى شرب منها كل مواطن أهينت كرامته فى وطنه وصودرت حريته واغتصبت إرادته وتحول الى ترس في آلة صماء يحركها النظام كيفما شاء ووقتما يشاء. محامو الطاغية فى مأذق وقرر «الديب» التنازل عن سماع الشهود وأعلن استعداده للمرافعة، ربما قد يكون تخليا عنه ومحامو المجنى عليهم طلبوا الاستماع الى شهادة «عنان»، وإعادة شهادة «طنطاوى»، والمحكمة قررت بدء مرافعة النيابة ثم تبدأ بعدها مرحلة سماع دفاع الطاغية ودفاع المدعين بالحق المدنى مما يعنى أنه خلال نهاية جلسات هذا الأسبوع تنتقل القضية الى مرحلة الحكم، والنيابة الأمينة على حقوق الشهداء والمصابين بعثت برسالة طمأنة للشعب عندما أعلنت أن القضية المهتم فيها مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من قيادات الشرطة السابقين تتعلق بقتل المتظاهرين فى الميادين فقط وليس لها علاقة بقضايا قتل المتظاهرين أمام أقسام الشرطة بعد براءة ضباط السيدة، هناك مخاوف من تسريع المحاكمة رغم الانتقادات التى وجهت الى البطء والتلكؤ ويتساءل المتخوفون: هل قرأت المحكمة جميع أوراق القضية التى يزيد عددها على «40» ألف صفحة، وهل هناك نية للفصل بين الشق الجنائى وتحويل الشق المدنى الى قضية أخرى أم يصدر الحكم مرة واحدة وهل ستسمح المحكمة بسماع شهود آخرين إذا رؤى أن هناك ضرورة للاستماع إليهم. وعلى طريقة الكابتن ميمى الشربينى أتساءل: ماذا فى جعبته عام 2012، وماذا يدور فى رأس المستشار أحمد رفعت، ان هذا القاضى العادل لن يحكم بالأهواء،ولكن سيبنى حكمه على الأوراق وضميره اليقظ، ولكن نتساءل أيضاً هل ستكون محاكمة القرن أم نكتة القرن؟ وهل التريننج الأزرق الذى كان يرتديه مبارك فى جلسة الإثنين هو استعداد للسجن وكيف سيستقبل أسر شهداء ومصابى الثورة الحكم، وهل سيحقق مطلبهم الذى يرددونه أمام المحكمة عاوزين اعدام خلص الكلام! والمهم كيف يتعامل التحرير مع هذا الحكم؟ وهناك سؤال استباقى: أين سيقضى مبارك فترة العقوبة هل فى طرة مع القتلة والسفاحين أم فى المستشفى اذا صدر الحكم بالإدانة، أم فى قصرأو شقة إذا جاء بالبراءة، وفى أى مكان يقيم؟ أم سيسافر الى الخارج، أم سيمنع من السفر؟ إن النيابة أصابت فى وصفها لمبارك أنه الفرعون المستبد الذى فتح باب الإثراء الحرام للعصابة الحاكمة وإننا لمنتظرون.