تحل الذكرى ال 34، اليوم الخميس، على رحيل واحد ممن أسهموا في تطوير المسرح وكان أحد رواده، حتى لُقب ب «شيخ المسرح العربي»، هو زكي طليمات، الذي توفي في مثل اليوم 22 ديسمبر من العام 1982. أفنى طليمات، الذي ولد في 1894 بحي عابدين بالقاهرة، لأب ذو أصول سورية وأم شركسية، حياته بين خشبة المسرح، من خلال عمله الإخراج والتأليف والتمثيل والترجمة المسرحية، إضافة إلى تحدي قوات الاحتلال البريطاني، والتصدى لمحاولات إغلاقه المُتتالية. وبدأت علاقة طليمات بالمسرح في 1917، بعد حصوله على البكالوريا «الثانوية العامة حاليًا» بعام، عندما انضم إلى فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية عند تكوينها، وعند حلها في 1921، انضم إلى فرقة «جورج أبيض». وفي تلك الفترة عُين بوظيفة كاتب بمصلحة وقاية الحيوانات، وبعدها أرسل في بعثة إلى فرنسا لدراسة فن التمثيل في مسرح الكوميدي «فرانسيز والأوديون»، ثم عاد إلى القاهرة في 1929، عقب حصوله على دبلومة في الإلقاء والأداء وشهادة في الإخراج. وبعدها تم تعينه سكرتيرًا لمدير الفنون الجميلة، كما تولى وظيفة معاون بدار الأوبرا الملكية في ديسمبر 1929، ثم عمل على انشاء معهد التمثيل في 1930، وعُين فيه مشرفا إداريا ومدرسا للإلقاء، إلا أن المعهد أغلق بعد عام واحد من افتتاحه، بحجة مخالفة التقاليد والآداب. وجاء اغلاق المعهد، الذي كان يهدف إلى تمصير المسرح، بأوامر من الملك فؤاد، بسبب مخاوفه من إنتاجه لمسرحيات داعية للانقلاب عليه بعدما أوعز إليه الاحتلال بذلك، ورد زكي طليمات، على قرار الاغلاق بتأسيس «جمعية الحمير»، وعند انضمام العضو للجمعية يلقب بالحرحور أي "الجحش الصغير"، وضمت شخصيات بارزة مثل طه حسين، ونادية لُطفي وغيرهم. وبسبب جهود زكي طليمات، أعيد فتح المعهد، تخرج على يده الكثير من أهم الممثلين في السينما والمسرح، وأبرزهم شكري سرحان وفريد شوقي وفاتن حمامة، التي كانت تعاني لدغة في حرف الراء، إلا أنها تخلصت منها بعد تدريبه لها على الإلقاء. أسس الفرقة القومية للمسرح والمسرح المدرسي والحديث، فكان أول من أخرج أوبريت للفنون الشعبية، وعمل مديرًا للمسرح القومي، كما قدم بعض الأعمال السينمائية، بلغت عددها نحو 12 فيلمًا، مثل «يوم من عمري ومن أجل إمرأة». ومن أشهر أدواره السينمائية، هو تجسيده لشخصية أرثر الخائن في فيلم «الناصر صلاح الدين»، وجملته الشهيرة فيه ل «ليلى فوزي»: «في ليلة أقل جمالاً من ليلتنا هذه ستأتين راكعة إلى خيمتى». وشارك طليمات، في العديد من الإنجازات في المسرح العربي، حيث عمل على تأسيس الفرقة القومية في تونس 1954، إضافة إنشاء معهد الفنون المسرحية بتونس، وبعدها سافر إلى الكويت، وأسس بها أول معهد للتمثيل وكذلك مسرحها القومي، وعين مشرفا عاما على مؤسسة المسرح والفنون بها. وبعد عودته من الكويت عام 1971، عين مستشارا فنيا للهيئة العامة للسينما والمسرح والموسيقي، وأصدر طليمات العديد من الكتب عن فن التمثيل، وحصل على عدة جوائز، منها جائزة التفوق في فن الإخراج المسرحي، وجائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية، ودرجة الدكتوراه الفخرية.