تتشكل القيم عند أطفالنا خلال سنوات عمرهم الأولى، والتي يكتسبونها عادة من خلال الاحتكاك والتعامل مع المحيطين بهم، ومن أهم تلك القيم الصدق، فهم لا يعرفون الفرق بين الصدق والكذب ولا الخطأ والصواب، إلا من خلال سلوكيات والديه، والمحيطين به. ويلجأ الاطفال غالباً إلى الكذب للهروب من العقاب عند ارتكاب خطأ ما، أي بإدراك تام منهم للتضليل، وهذا يسمى بالكذب غير البرىء، بينما اعتمد الطفل على الكذب سهواً، أو قلة ادراك منه أثناء وصفه للحقائق أو المواقف، فهذا يعتبر كذب برىء. وتقول "رانية ناصر" استشارية السلوك والتربية: "الطفل الذي ينشأ فى بيئة تحترم الصدق، ويفى أفرادها بوعودهم دائماً، ولا يعتمدون على الحجج الواهية والاعذار الكاذبة لتبرير افعالهم، فإن الطفل سيتحرى الصدق، ويتخذه منهجاً اساسياً للتعامل". وتؤكد استشارية السلوك والتربية على ضرورة التعامل بحكمة كبيرة عند التعرض لمشكلة كذب الاطفال، والتعامل معها فى أسرع وقت، فكلما كانت السرعة فى توجيه الطفل، كلما كانت النتيجة اسرع لاختفاء تلك الصفة السيئة من سلوك الطفل. وتقدم استشارية السلوك والتربية، بعض النصائح للتعامل مع كذب الاطفال، ولكى نتمكن من مقاومة هذا السلوك حتى لا يتحول إلى عادة لدى الطفل.. 1- التأكد من نوع الكذب إن كان غير مقصود، أو متعمد. 2- تجنب التعامل العنيف، واستخدام الضرب، حتى لا يلجأ للكذب بدافع الخوف. 3- البعد عن الظروف التى قد تشجع الطفل على الكذب. 4- تهيئة جو من الاطمئنان والامان للطفل. 5- توفير أوجة النشاط والهوايات للأطفال لدعم ثقتهم بأنفسهم. 6- اشباع خيال الطفل عن طريق الرسم، وقراءة القصص، والموسيقى. 7- تجنب خلف الوعود مع الطفل، واعطائه اعذارًا واهية. 8- عدم السخرية من الطفل.