يستعد العالم للاحتفال بمولد نبى الإسلام الذي أرسله الله للمسلمين خاصة والجميع عامة، رحمة من الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ليقضى على الكفر ويحول العالم للإيمان، ليكتب عهدًا جديدًا بأمر من ربه ويرسم طريقًا للتقوى والأخلاق بفضل لينه وخلقه وعظمته التى لم يكرم الله أحدًا بعده بهذا القدر ولم يمنح أحدا قبله هذا العطاء، إنه عيد لمولد نبى السلام والإسلام محمد بن عبدالله "ص"، ولكن يقف المسلمون فى حيرة بين مُحتفل ورافض للاحتفال ولكنهم يتفقون أن كل شئ من أجله الاحتفال حبًا والرافض خوفًا من أن يخالفه. وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو شاهد على حبه وتعظيمه فهو أمر مستحبٌّ مشروع، وله أصل في الكتاب والسنة واتفق علماء الأمة على استحسانه. وأضاف مفتي الجمهورية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيم واحتفاء وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، مشيرا إلى أن الاحتفاء والفرح به أمر مقطوع بمشروعيته لأنه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن من أركان الإيمان. وأوضح علام، أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله والصيام والقيام إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله. واستدل علام، في فتواه على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالكتاب والسنة واتفاق علماء الأمة، بما جاء فى القرآن الكريم بقوله تعالى "وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ"، ومِن أيام الله تعالى "أيامُ نصره لأنبيائه وأوليائه، وأيام مواليدهم، وأعظمُها قدرًا مولدُ الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم". وعن إجماع العلماء على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فقد ذكر المفتي في فتواه ما نقله عدد من أئمة الأمة الإسلامية، منه ما نقله الإمام الحافظ أبوشامة المقدسي في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث"، والحافظ السخاوي في "الأجوبة المرضية"، والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه "جامع الآثار في السير ومولد المختار"، وغيرهم. وأضاف علام أن الأمة الإسلامية دَرَجَت منذ القرن الرابع والخامس من غير نكير على الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام والصيام والقيام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما نص على ذلك المؤرخون، كالحافظ ابن الجوزي وابن دِحية وابن كثير وابن حجر والسيوطي وغيرهم كثير، رحمهم الله تعالى. وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأمور المستباحة والمشروعة ومن يقول غير ذلك فهو واهم ومخطئ، لأن إحياء ميلاد سيد الخلق هو أمر مُحبب لكل مسلم يحب نبيه "ص" ولا شئ على من يحتفل به فى الدين. وتحدى عميد العلوم الإسلامية، أن يأتي واحدًا ممن يدعى تحريم الاحتفال بالمولد بنص فى القرآن أو حديث نبوي يحرم هذا الاحتفال، معلقًا:"أي فضل أعظم من فضل رسول الله عليه الصلاة والسلام فلماذا نمنع الاحتفال بمولد سيد الخلق وحبيب الحق الجميع يرغب فى الشهرة والظهور بالإدعاء الكاذب والباطل وتحريم الاحتفال والفرحة بمولد النبى متناسين أنهم مسلمون". وبين فؤاد، أن احتفالات البعض التى تخرج عن النص والمعقول مرفوضة بكل ما تحملها حتى وإن كانت النية طيبة لأن الله سيحاسبهم على فعلتهم المنافية لقواعد الإسلام، ويجب علينا أن نذكر النبى ونحيي سننه فى هذا اليوم بما يليق بقدره ومكانته التى فضله الله بها عن بقية الخلق فى أرضه وسمائه. وأشار عميد العلوم الإسلامية، أن قيام البعض بمسيرات منتظمة فى الاحتفال لا مانع منها، إنما إذا كان هناك خروج عن السنة ونصوص القرآن الكريم فيها فإنها لا تجوز شرعًا ولا يحق لأحد المشاركة بها مهما كانت المنفعة التى يظن إنه سيخرج بها من وراء المشاركة.