توقعت مجلة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية أن يكون العام الجديد 2012 هو الأخير في حياة الرئيس الفلسطيني محمود عباس السياسية، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الإسرائيليين الذين ساعدت قادتهم في تقليص حياته السياسية، رغم رفضه للمقاومة ورفعه شعار المفاوضات خيار استراتيجي للوصول لحل للقضايا العالقة مع الإسرائيليين. ونشرة المجلة مقالا للكاتب الإسرائيلي يوسي بيلين جاء فيه: سياسات قادة إسرائيل المتعاقبة منذ تولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكم في 2006 عقب وفاة عرفات، ساهمت بشكل كبير في تقليص شعبيته بين أبناء وطنه، وهو الرافض باستمرار لنهج المقاومة وتثبيت نهج المفاوضات، فقد كان يختلف مع عرفات في أن استمرار الانتفاضة لا تخدم الفلسطينيين وإنما تسيء إليهم. وأضاف: أول من دق مسمار في نعش عباس كان رئيس الوزراء الأسبق ارئيل شارون والذي توقع منه كرئيس للحكومة أن يقوم بخطوات غير منتظرة، لكن شارون وجه إليه صفعة بخروجه من قطاع غزة من دون اتفاق، ولم يخف شارون موقفه، ففي رأيه لا وجود لشريك فلسطيني، ولا فارق بين التنظيمات الفلسطينية، واعتبر عباس أن قرار شارون هو بمثابة تقديم غزة هدية إلى "حماس" وهكذا خسر عباس الانتخابات في 2006، وسيطرت حماس بعد مرور عام ونصف العام، على القطاع. وأضاف: إلا أن الأمل انبعث من جديد في عباس بعد انتخاب باراك أوباما رئيسا لامريكا، لأنه كان يتحدث مثلما يتحدث زعماء السلام في إسرائيل، وأمل عباس بأن ينجح أوباما في إقناع نتنياهو بتغيير توجهاته، إلا إن اشتراطه التجميد الكامل للاستيطان من أجل استئناف المفاوضات أغلق الباب أمامها. ولقد كان التوجه للأمم المتحدة بالنسبة إلى عباس أمرا لا مفر منه، فاستخدام العنف لم يعد ممكنا، والتعاون الأمني مع الإسرائيليين بلغ ذروته، في وقت كان الجمهور الفلسطيني ينتظر خطوة مهمة تحاكي "الربيع العربي"،كذلك دفع فشل العملية السياسية عباس إلى محاولة التفاهم مع "حماس"، وذلك قبيل إجراء الانتخابات، التي لن يشارك فيها، في مايو المقبل . من هنا يبدو أن هذه هي الأشهر الأخيرة لمحمود عباس، وهذه قد يفرح البعض، لكن وجود زعيم فلسطيني يعارض "العنف" ويدعم المفاوضات أفضل من زعيم يرفع شعارات كثيرة ويحتفظ لنفسه بخيار استخدام العنف، وإن ذهاب عباس سيؤدي إلى إضاعة الفرصة من جديد، ووقتها لن ينفع الندم.