يترقب عشاق الكرة حول العالم، الموقعة الكروية الأكثر إثارة فى الكرة الأرضية، فى تمام الخامسة والربع مساء اليوم، إذ يلتقى الغريمان التقليديان برشلونة وريال مدريد، على ملعب «الكامب نو»، معقل البارسا فى كلاسيكو الأرض، ضمن مباريات الجولة الرابعة عشرة بالدورى الإسبانى. يدخل الفريقان اللقاء بطموح الفوز لتحقيق خطوة مهمة فى مشوار الفوز بلقب الليجا الإسبانية، حيث لن يتنازل أصحاب الأرض عن النقاط الثلاث للقاء بعيدًا من أهمية الفوز على الغريم التقليدى. يبحث برشلونة عن كسر صيامه عن الفوز فى الليجا بعد تعادلين أحبطا الجماهير الكتالونية فى الجولتين الماضيتين أمام مالاجا 0-0 وريال سوسيداد 1-1، وهو ما أخر من ترتيب الفريق ووضعه فى المركز الثانى برصيد 27 نقطة. فى المقابل، يتطلع ريال مدريد لهزيمة غريمه اللدود للمرة الثانية على التوالى على أرضه وبين جماهيره بعد أن فاز عليه الموسم الماضى فى الكامب نو بنتيجة 2-1، والتقدم خطوة مهمة فى مشوار استعادة لقب الليجا. ويأمل المدرب لويس إنريكى، المدير الفنى لفريق برشلونة، للثأر من نظيره زين الدين زيدان، المدير الفنى لفريق ريال مدريد، الذى فاز عليه فى آخر لقاء جمعهما بنتيجة 2-1، كما أن زيدان يتصدر حاليًا مع الريال، وهو ما يجعل الفوز بلقاء اليوم يساوى 6 نقاط لكتيبة زيدان، حيث سيرفع رصيده إلى النقطة 36، وسيوسع الفارق بينه وبين البارسا أقرب منافسيه إلى 9 نقاط ستساعده كثيرًا فى خوض المواجهات المقبلة بأعصاب هادئة فى طريقه لحصد اللقب. ويعانى البارسا كثيرًا فى مواجهة اليوم، خصوصًا فى الخط الخلفى، بعد تأكد غياب مدافعه القوى جيرمى ماثيو، بعدما تعرض لانتكاسة خلال عملية شفائه من الإصابة، الذى لن يعود قبل نهاية ديسمبر. لكن أيضًا يملك برشلونة كل المقومات للانتصار على ريال مدريد، أولها الحافز للعودة، وثانيها القوة الأكبر فى الثلث الهجومى، من خلال المثلث المرعب ميسى وسواريز ونيمار، وثالثها عودة الرسام إنييستا، الذى سيحل الأزمة التى واجهها البارسا فى المباريات الأخيرة، وهى الربط بين خطى الدفاع والهجوم، والتحول السريع بالكرة، وتخفيف العبء عن بوسكيتس وراكيتيتش. وبعيداً من سلسلة النتائج السيئة فى الجولات الأخيرة، فبرشلونة سيكون حاضرًا بقوته الكاملة للعودة من بوابة الكلاسيكو إلى صراع اللقب، وذلك فى الوقت الذى سيسعى فيه ريال مدريد إما للاعتماد على الضغط على حاملى الكرة فى البارسا وهو أمر صعب فى ظل مهارات سحرة كتالونيا، أو غلق مساحات التمرير والتكتل الدفاعى والاعتماد على الهجمات المرتدة. فى المقابل، اتجه الفرنسى زين الدين زيدان، المدير الفنى لريال مدريد، إلى إراحة نجومه فى المباراة الأخيرة للفريق بكأس ملك إسبانيا، الأربعاء الماضى، أمام كولتورال ليونيسا التى حسمها العملاق بسداسية لمنح أكبر قدر من الراحة للاعبيه قبل موقعة برشلونة، فى حين اطمأن على مستوى عدد من لاعبيه، مستفيدًا من تلك المواجهة أبرزهم كاسيميرو ورودريجيز وكارفخال. تحدث زيدان عقب اللقاء الأخير لفريقه، عن عودة كاسيميرو للمشاركة مع الفريق بعد غياب أكثر من شهرين بسبب الإصابة، وأوضح: «رأيته يلعب بشكل جيد مع بعض الصعوبة، لكنه أمر طبيعى بعد توقف لأكثر من شهرين عن اللعب». وعن إمكان مشاركته كأساسى فى الكلاسيكو، قال زيزو: «عندما ننظر إلى المباريات السابقة نرى أننا قدمنا مباريات جيدة، وعندما يكون معنا كاسيميرو نكون أقوياء». لكن زيدان فضل السرية حول تشكيل الفريق، وقال: «مستعدون للكلاسيكو، ولكن ما سيحدث لن يكون حاسمًا، المنافس جيد، ونحن بالتأكيد سوف نجعلهم يعانون». زيدان يبحث فى الكلاسيكو فى البداية على ألا يخسر الفوز بالطبع سيكون أمرًا عظيمًا، وهذا ما سيجعله يهتم بأن يخرج من المباراة وشباكه نظيفة، وهذا سيتحقق إذا أغلق الطريق أمام الثلاثى «MSN» والاعتماد على الهجمات السريعة، وعلى رغم غياب القطار السريع جاريث بيل بسبب الإصابة، إلا أن رونالدو الذى يعيش حالة رائعة الآن سيشكل مفتاحًا مهمًا للانطلاقات والتسجيل، كذلك الحال إذا كان الفرنسى بنزيما فى حالته فإنه قادر على التسجيل من نصف فرصة، خصوصًا إذا استغل عرضيات مارسيلو وتمريرات رونالدو. وقبل المباراة بساعات كشفت بعض التقارير الصحفية، عن نية المدرب الفرنسى، ذي الأصول الجزائرية، أن يواجه الكتلان بتشكيل مقارب ونفس طريقة اللعب التى خاض بها ديربى مدريد الأخير، التى أثبتت فعاليتها وكانت سببًا فى فوز الريال على مضيفهم أتليتكو مدريد فى معقله فيسنتى كالديرون بثلاثية نظيفة. وسلطت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، الضوء على معسكر الريال قبل المباراة وقالت: «فى غرفة ملابس ريال مدريد، هناك إجماع على أن الفوز فى الكلاسيكو سيعد ضربة معنوية لبرشلونة، كما أنه سيمنح الفريق الملكى اللعب بأريحية فى الليجا». وأضافت الصحيفة: «لاعبو الميرنجى، يدركون أن برشلونة لا يمر بأفضل أوقاته، وهو ما سيدفع لاعبى الميرنجى لخوض المباراة بكامل تركيزهم، من دون ترك المساحة والأريحية للبارسا لممارسة أسلوبهم الهجومى». وأتمت: «لاعبو ريال مدريد متفقون على أن يكونوا فريقًا واحدًا فى الهجوم والدفاع، مثلما حدث فى مباراة الديربى أمام أتلتيكو مدريد، من أجل الفوز على برشلونة».