«زوجى أنانى.. صاحب نزوات.. مضيع كل فلوسه على السهر والسرمحة فى الكباريهات وتعاطى المخدرات.. وبيرجع البيت كل يوم وش الفجر وهو سكران ومش دارى بالدنيا.. ولا يراعى حقوقى الزوجية.. وخلاص فاض بى الكيل منه ومش عاوزاه»، هكذا تقدمت سيدة فى العقد الثالث من عمرها بشكواها أمام محكمة الأسرة، مطالبة القاضى بسرعة إنهاء إجراءات دعوى الخلع التى أقامتها حتى تتخلص منه. سردت الزوجة نورا قصتها منذ بدايتها قائلة: «تعرفت على أحمد فى حفل زفاف صديقتى، وتبادلنا نظرات الإعجاب الأولى فيما بيننا، واشتعلت معها شرارات الحب، وخاصة أنه كان شخصاً وسيماً، وأنيقاً فى ملبسه، أحسست تجاهه بمشاعر جميلة، تعددت بعد ذلك بيننا لقاءات التعارف سواء بالمقابلات، ومن خلال المحادثات التليفونية، وصرنا لا نستطيع فراق بعضنا، حتى أن أحلامى لم تكن تخلو منه. لم تمر فترة طويلة وتقدم أحمد لخطبتى من أهلى، وتمت الموافقة عليه، ولا سيما أنه شخص ميسور الحال، حيث إنه يمتلك معرض سيارات كبيراً، وكدت أطير من الفرحة، وبعد فترة خطوبة دامت بضعة أشهر عشنا خلالها أجمل الأيام، وكثيراً ما كنت أحسد نفسى عليه، حتى تم عقد قراننا وتزوجنا». وتستكمل الزوجة حديثها: بعد مرور عامين على زوجنا رزقنا بمولود، وتلاحظ لى بعد ذلك تغير تصرفات زوجى، وبات لا يهتم بمسئولية أسرته، ولا يعطف عليها ويغازلها بالكلام المعسول التى اعتادت على سماعه منه، وكان دائماً العودة إلى المنزل فى وقت متأخر من الليل، وعندما كنت أساله عن سبب تأخره كان يتحجج بظروف العمل، لدرجة أننى اتهمت نفسى بأنى أكون مقصرة. وأشارت نورا إلى أنها تحملت كل ذلك على يقين منها أن زوجها سيعود إلى صوابه، وأنه ربما تكون ظروف العمل، ولكن تدهور حالته كانت فى الزيادة، حيث لا يشاركنى تربية ابنه، كما أنه كان يحرمنى من أبسط حقوقى الزوجية، وتردف الزوجة أنه فى أحد الأيام عاد أحمد زوجها إلى المنزل وهو فى حالة سكر عمياء منفصل وتايه عن الدنيا «سكران طينة»، لدرجة أنه كان يهذى بالكلام ويترنح يميناً ويساراً، وتشير إلى أنها قررت مراقبته حال خروجه من المنزل للوقوف على حقيقة أمره، وفاجأتها الصدمة عندما علمت أنه يرتاد الكباريهات، كما أنه ينفق أموالاً طائلة على الراقصات والسهرات الحرام فى تلك الملاهى، ويتناول المشروبات الكحولية، مما يفقده السيطرة على سلوكياته. «وعندما واجهته أنكر كل كلامى، وكان يتعدى عليَّ بالضرب المبرح، ولكنه استمر فى عادته فى مصاحبة الراقصات فى البارات، وشرب الخمور لدرجة أننى أصبحت لا أستحمل أتكلم معاه بسبب رائحة الخمرة التى يشربها، ووصل بي الأمر أنه أصبح يحلم وهو نائم بالبنات اللى بيقابلها فى الكباريهات طول الليل»، واختتمت المخدوعة حديثها أمام المحكمة قائلة: «يا سيادة القاضى.. صحيح المظاهر كدابة.. وأنا انخدعت فى هذا الشخص.. لم يراع حق العشرة اللى بيننا.. وخلاص فاض بي الكيل منه.. دا خاين.. مش عاوزاه.. اخلعونى منه». وقاطع حديثها الزوج منكراً ذلك، موضحاً أنها هى من كانت تفتعل الخلافات فيما بينهما دون سبب، واتهمها بأنها نكدية ولم تهتم بإسعاده، الأمر الذى كان يضطره لقضاء معظم أوقاته خارج البيت للهروب من كآبتها وبؤسها، رغم أنه لم يحرمها من أى شىء من مطالب الحياة من المأكل والملبس، إلا أنها كانت تتعمد إثارة المشاكل بشكل دائم، لتصرخ الزوجة فى ساحة المحكمة موضحة أنه كذاب كذاب، لا يهتم إلا بنفسه وملابسه ووجاهته ووسامته ويريد تضليل العدالة، وفى نهاية الأمر وافقت المحكمة على طلبها وقضت بخلعها منه.