دخل الهجوم العراقى المدعوم من قبل الولاياتالمتحدة لسحق تنظيم داعش في الموصل -آخر معقل رئيسي له في العراق- شهره الثاني يوم الخميس في حين تسعى القوات المشاركة في الهجوم لإحكام حصار المدينة من كل الاتجاهات. ومنذ بدء الهجوم في 17 أكتوبر يواصل مسلحو التنظيم الانسحاب من المناطق المحيطة بالموصل إلى داخل المدينة. ويلقى الهجوم دعمًا جويًا وبريًا من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ونجح جهاز مكافحة الإرهاب الذي يمثل وحدات النخبة بالقوات العراقية في اختراق الحدود الشرقية للمدينة قبل أسبوعين. ومن المنتظر دخول وحدات عسكرية أخرى من الجهتين الشمالية والجنوبية. وأُحرز تقدم آخر يوم الأربعاء عندما أعلنت وحدات تدعمها إيران سيطرتها على قاعدة جوية غربي الموصل في إطار حملتها لقطع الطريق الرابط بين المناطق السورية والعراقية "لدولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014. ويتيح استيلاء هذه الوحدات المؤلفة أساسًا من مقاتلين شيعة على قاعدة تلعفر نقطة انطلاق للعمليات ضد أهداف تنظيم داعش داخل سوريا مما يسلط الضوء على احتمال أن تؤدي عملية الموصل إلى إعادة صياغة القوة الإستراتيجية في أنحاء شمال العراق. سيطرت قوات البشمركة الكردية أيضًا على مناطق خارج الحدود التقليدية لإقليم كردستان العراق شبه المستقل. وأصبح الهجوم لاستعادة الموصل -وهي أكبر مدينة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية- أكبر معركة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق وأطاح بصدام حسين عام 2003. وأحجمت السلطات العراقية عن نشر جدول زمني لاستعادة المدينة بالكامل لكن من المتوقع أن يستغرق الأمر شهورًا. وشن المتشددون هجمات مضادة على القوات المتقدمة لتجبرها على خوض معركة صعبة في شوارع ضيقة تكتظ بالسكان. ويعتبر الاستيلاء على المدينة ضروريا لتفكيك الخلافة. وقال أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية -الذي يُعتقد أنه انسحب إلى منطقة نائية قرب الحدود السورية- لأتباعه إنه لا مجال للتراجع. وتشير تقديرات الجيش العراقي إلى وجود ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل للتنظيم داخل الموصل في مواجهة تحالف يضم نحو مائة ألف من القوات الحكومية العراقية والمقاتلين الأكراد ووحدات الحشد الشعبي الشيعية.