قالت صحيفة " تايمز" البريطانية إن هناك مخاوف كبيرة من انزلاق كل من العراق وسوريا إلى حرب أهلية طائفية. وأضافت الصحيفة فى مقال الكاتب "مارتن فليتشر"، أن هناك شكوكا فيما أوردته وسائل الإعلام السورية الرسمية بشأن التفجيرين اللذين أصابا مبنيين للأمن السوري. وقال الكاتب إن هناك احتمالا، حسب قول بعض قادة المعارضة السورية، أن نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" دبر حادثي التفجير لإقناع مراقبي الجامعة العربية أن إرهابيين مسلحين، وليس مدنيين سلميين، هم الذين يوجهون التمرد في بلاده. وكان الحادثان قد وقعا بعد أقل من 24 ساعة على وصول المراقبين. فكانا أول انفجارين انتحاريين تشهدهما سوريا، إلا أنهما كانا أيضا اكثر سوءا من أي هجمات سابقة للمعارضة السورية. أما موقع التفجيرين فكان منطقة محمية تماما في دمشق يصعب على أي سيارة أن تدخلها ما لم يكن لديها ترخيص بذلك. وهذا هو أقل التفسيرات التشاؤمية. غير أن أكثرها تشاؤما هو أن المعارضة كانت المسؤولة حقا، وأن الربيع العربي بعد مرور عام عليه ينتهي بدولتين عربيتين مهمتين تزحفان نحو هوة حرب اهلية طائفية. ففي العراق الذي انسحبت منه آخر القوات الأميركية يوم الأحد الماضي، اشتدت وتيرة التوتر بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية إلى درجة تدعو الى الحذر. فقد أمر رئيس الوزراء الشيعي "نوري المالكي" يوم الإثنين الماضي بإلقاء القبض على النائب السني لرئيس الجمهورية العراقية "طارق الهاشمي"، بتهمة تتعلق بالإرهاب. ويوم الخميس الماضي قتل حوالي 70 شخصا وأصيب 200 آخرين في موجة اشتملت على 13 تفجيرا على الاقل في مناطق تسكنها اغلبية شيعية في بغداد. ولا تزال الذاكرة تعي النزاع الطائفي الرهيب الذي شمل العراق ما بين العامين 2005 و2007. غير أن النظرة العامة في سوريا تبدو اقل قتامة. فالبلاد تبدو مثل لوحة فسيفساء تجمع عقائد مختلفة وجماعات اثنية. ثم ان النظام وقوات الامن التابعة له تخضع لسيطرة افراد من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها "الاسد". فيما يسير في مقدمة الانتفاضة افراد من الأغلبية السنية المنبوذة. وقد سعى مسؤولون في النظام لفترة طويلة الى الاحتفاظ بدعم الاغلبية الصامتة بالقول ان سوريا قد تهوي إلى نوع من النزاع الطائفي الذي يخيم على الجارتين العراق ولبنان اذا أطيح بالأسد. وكان ذلك يمثل دوما المخاطر الممكنة، ويمكن الان ان يصبح من التكهنات التي تتحقق. ولم يأل النظام جهدا طوال الاشهر التسعة في محاولة سحق انتفاضة سلمية في معظمها، باساليب القمع المتزايدة باستمرار. غير ان جيش سوريا الحر الذي ينمو بسرعة ،بدأ يرد على القوة بالقوة. وايا كان المسؤول عن التفجيرين الاخيرين فانه نقل احتمالات المواجهة الشاملة الى نقطة اكثر قربا.