رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن معركة الموصل تُعيد ضبط العلاقات بين الأكراد والحكومة العراقية. وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة- أن سكان إقليم كردستان شمالي العراق تفاجأوا بمشهد لم يعهدوه من قبل، أزاحت معركة الموصل عنه الستار في الأسابيع الماضية، ألا وهو صفوف من المدرعات العراقية تسير على طرقهم. وقالت الصحيفة إن ذلك المشهد كان صادمًا بالنسبة للعديد، لأنه على رغم كل شيء أمضى مقاتلو البيشمركة الكردية عقودًا في النضال للاستقلال عن بغداد والتمتع بالحكم الذاتي، وذلك قبل الجهود المشتركة بين الأكراد والحكومة العراقية لإبعاد "داعش" من الموصل، التي أدت إلى تغيير السياسات العراقية التي كانت تعتبر وجود قوات العراق الفيدرالية في كردستان من المحرمات. ونقلت عن برهم صالح، وهو سياسي كردي بارز، شغل منصب رئيس وزراء إقليم كردستان، ونائب رئيس الوزراء العراقي في السابق، قوله إن "النشأة هنا في إربيل جعلتني أرى أن الجيش العراقي يعني دومًا الاحتلال والقمع وحرق القرى. ولكن الآن للمرة الأولى منذ نشأة الدولة العراقية، تقاتل البيشمركة الكردية والجيش العراقي جنبًا إلى جنب مع بعضهما البعض، ويعد هذا الأمر مهمًا للغاية ورمزيًا بشكل كبير". أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه الشراكة فاجأت بالفعل العديد من المشككين والمعارضين، الذين اعتادوا على الخلافات اللانهائية بين بغداد والسلطات في إربيل، عاصمة إقليم كردستان، لافتة إلى أن مثل هذه الخطوة تشحذ الآمال - إذا تم تناولها على نحو صحيح - بأن تحرير الموصل يمكن أن يقود إلى عصر جديد من التعاون بين إقليم كردستان العراقي وباقي أنحاء البلاد، وهو أمر تسعى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون إلى تحقيقه منذ فترة طويلة.