الهالووين أو عيد القدّيسين هو احتفال يقام في ليلة 31 أكتوبر من كل عام حيث يحتفل المسيحيون فى مختلف أنحاء العالم بالاحتفال فتملتئ الشوارع والأزقة بملامح الفرحة والسعادة ويقبل عامة الشعب على تزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء والألعاب المرعبة والساخرة. ومن أشهر عاداتهم فى هذا اليوم، تنكر الجميع لكي يتخفون من الأرواح الشريرة فالأسطورة تقول إن الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض، إضافة إلى سعى الأطفال لجمع الحلوى فمن لا يمنح الأطفال المتنكرين حلوى تغضب عليه الأرواح الشريرة. وفى هذا الصدد أكد علماء الدين الإسلامى أن الأعياد التي يحتفل بها المصريون تنحصر فى عيد الفطر وعيد الأضحى لا غير أما أى أعياد أخرى فهى مجرد لهو ولعب ولا يجب على المسلمين الإنخراط فيها والإحتفال بها لأن الدين الإسلامى نهى عن الفحشاء والمنكر وهذه الأعياد تضمن الكثير من المعاصى لذا يجب اجتنابها. وأشار العلماء إلى أن المسلمين الذين يحتفلون ليسوا كفارا لأن الكافر هو من أنكر وجود الله ولا يؤمن به ورسوله أما كل من قال "لا اله إلا الله محمد رسول الله فهو مؤمن"، لافتين إلى أنه لا يجوز إطلاق اسم كافر على المسلمين الذين يحتفلون بالهالووين فهم عصاة وليسوا كافرين. ومن جانبه، أوضح عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أنه لا يوجد فى الإسلام أعياد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى وما أستجد بعد ذلك فهى أعياد قومية وليس دينية وذلك لأن الأعياد الدينية تتمثل فى الذكر والطاعة والاستغفار أما غير ذلك يكون لهوا ولعبا، مشيرا إلى أن الدين الإسلامى نهى المسلم أن يضيع وقته فى غير إفادة. ولفت الأطرش، فى تصريحات خاصة لبوابة الوفد، إلى أن أعياد الهالووين مليئة بالفساد والسلوكيات غير الصحيحة، وذلك نظرا لأن الذين يحتفلون بها من بلاد الغرب وهم لا يعتنقون ديننا ولا يقدسون عبادته، مشيرا إلى أنه لا يجب على المسلم أن يتشبه بهم بل من الضرورى أن يتحلى بأخلاق الصالحين. وأضاف رئيس لجنة الفتوى بالأزهر أنه لا يجوز إطلاق اسم كافر على المسلمين الذين يحتفلون بعيد الهالوين لأن الكفر أمر آخر وهو إنكار وجود الله وعدم الإيمان به وبرسوله، لافتا إلى أن المسلمين الذين يحتفلون بالهالوين وغيره من الأعياد غير الدينية ويلهون بها هم عصاة وليسوا كفارا. ومن جانبه، أكد عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر سابقا، أن الهالوين لا يُعد عيدا إنما احتفالات للبحث عن فرحة وترويح عن النفس، موضحا أن الذين يشاركون فى الاحتفال به ليسوا كفارا فالحكم بالكفر على مسلم ليس بالأمر السهل. وأوضح عزب أنه إذا كان الهدف من الاحتفال بالهالوين مجرد أن يرفه العبد عن نفسه، ويشعر بالسرور فلا عوار فى ذلك، ولكن فى إطار محدد هو الابتعاد عما يغضب الله سبحانه وتعالى. وفى السياق ذاته، أعرب نصر فريد، الداعية الإسلامى، عن استيائه من اختلاط الرجل والنساء فى هذه الإحتفالات، حيث إن ذلك أمر يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى، موضحا أنه من غير المحبب أن تحتفل الدول الإسلامية بأعياد ينتشر بها الخمور والسلوكيات الذميمة. وأضاف فريد أنه لا يجوز أن يتم تكفير المسلمين بناء على أخطائهم كما أن باب التوبة مفتوح أمام الجميع والاحتفال بالأعياد ليس بأمر لا يغفر.