اختتمت الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية فعاليات مؤتمرها الدولى الثانى، بالتعاون مع مؤسسة آل مكتوم الخيرية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسسكو»، وجامعة كفرالشيخ، والمركز الثقافى الإسلامى بلندن، ومحافظة الأقصر، تحت عنوان «التأثيرات الحضارية المتبادلة بين الحضارات الإنسانية». أكد المؤتمر أهمية الرسالة التى تضطلع بها الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية للتأكيد على استنهاض طاقات الأمة بالتعرف على إمكاناتها الروحية والعلمية والحضارية فى صنع الإنسان الذى يعمر الكون وفق المنهج الإيمانى القائم على أساس التوازن بين الروح والمادة واستمرار تأهيله للمشاركة الفعالة فى صنع الحضارة المعاصرة، كما أشاد المؤتمر بالبحوث العلمية القيمة التى عرضت فى المؤتمر وما حوته من ابتكارات علمية حديثة تحدث التفاعل بين المعاصرة، وما تفرضه من توظيف التكنولوجيا الحديثة فى تعظيم الاستفادة من تراثنا الحضارى الإنسانى لخدمة الإنسان المعاصر، ويقتضى ذلك تكليف الجمعية بتبنى هذه البحوث والعمل على الحصول على براءات الاختراع لها، والبحث عن وسائل الاستفادة منها علميًا، وإنشاء المدارس الفنية للتأهيل والتدريب عليها، بالتعاون مع الجهات المختصة. وطالب المؤتمر بأهمية توسيع قاعدة التعاون المشترك مع المنظمات الدولية والإقليمية والجامعات ومراكز البحوث المهتمة بالحضارات، علومًا وفنونًا، والبحث عن القواسم المشتركة والتأثيرات المتبادلة بين هذه الحضارات حتى لا يقتصر العطاء الحضارى المعاصر على الجوانب العلمية والمادية البحتة على حساب الجوانب التربوية والأخلاقية التى تمثل الركيزة الأساسية فى حضارتنا العربية والإسلامية، كما أرجع المؤتمرون أسباب ما تعانيه الأمة العربية والإسلامية الآن من صراعات وتشتت وضعف إلى غياب الوعى الحضارى وضعف الثقة بالنفس، ولذلك فإن المؤتمر يوصى الجمعية بأهمية تواصل الأجيال والعمل على تعميق الإدراك الواعى لتاريخ الأمة الحضارى. كما أشاد المؤتمر بقرار اليونسكو الذى صدر أخيرًا بأحقية المسلمين وحدهم فى الأماكن المقدسة بالقدس الشريف ودعوة الأمة الإسلامية لدعم هذا القرار وتنفيذه، والحيلولة دون التفاف إسرائيل على تنفيذه، وكذا الدعوة لحماية الآثار الإسلامية فى البلدان الإسلامية كافة باعتبارها تراثًا عالميًا للبشرية كلها، مما يقتضى الحفاظ عليها، وأوصى المؤتمر بأهمية دراسة الوسائل التى تحافظ على فن الخط العربى والإسلامى الأصيل وتطويره، ورصد الجوائز السنوية لتشجيع وتكريم المبدعين من الخطاطين على مستوى العالم الإسلامى، وطالب الباحثون بالاتصال باتحاد جامعات العالم الإسلامى للتنسيق حول وضع برامج تعليمية وثقافية حول الحضارة الإسلامية بما يتناسب مع التخصصات العلمية فى هذه الجامعات، ووجهوا الدعوة للجامعة العربية والمنظمة العالمية لليونسكو والمنظمتين العربية والإسلامية «الإيسسكو» و«الألكسو» ومراكز البحوث الحضارية فى الجامعات العربية وغير العربية لمزيد من التعاون العلمى مع الجمعية والمشاركة فى الإعداد لموسوعة ثقافية عن الحضارات الانسانية التى توالت على الأمة العربية وآثارها الباقية وتأثرها بالحضارات السابقة عليها واللاحق بها، واختتم المؤتمر توصياته بدعوة الجمعية لأساتذة الفنون بكل ألوانها لعقد برنامج تنسيقى يحقق التعاون الكامل بينهم باعتبار هذه الفنون روافد لحضارتنا العربية والإسلامية، كما أوصى بأهمية عقد هذا المؤتمر سنويًا فى عواصم الدول العربية. كان المؤتمر بدأت فعالياته بمدينة الأقصر صباح الأربعاء الماضى لمدة ثلاثة أيام، وشاركت فيه رموز ثقافية وعلمية وبحثية من مختلف العالم العربى والإسلامى، برئاسة الدكتور محمد زينهم، والدكتور صلاح الدين الجعفراوى، مدير منظمة الايسسكو بمصر، ومنسق عام المؤتمر، والدكتور محمد عبدالهادى مقرر المؤتمر، وحضور اللواء عصام الحملى، مدير أمن الأقصر، والدكتور محمد أبوهاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، ورئيس جامعة كفر الشيخ، وبلغ عدد الباحثين والعلماء «120» عالمًا ناقشوا أبحاثهم فى تسع جلسات وقدموا «104» أبحاث علمية حول جوانب الحضارة العربية والإسلامية الفكرية والحضارية والفلسفية والمعمارية والفنية بصفة عامة، كما شهد المؤتمر فعاليات تكريم الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، باعتباره شخصية العام الحضارية فى أحضان معبد الكرنك، تقديرًا لجهوده فى خدمة الحضارة العربية المعاصرة.