آلام الرقبة شكوى عامة يعانى منها أكثر من نصف العالم، وساهمت الحياة العصرية ومنجزاتها العلمية فى تفاقم مشاكل آلام الرقبة بشكل كبير، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يمارسون أعمالًا مكتبية ولدى طلبة المدارس والجامعات. يقول الدكتور عادل عبده الحداد استشارى جراحة العظام: إن آلام الرقبة فى الغالب مرض حميد وعابر ويمكن السيطرة عليه لأن معظم أسبابه ليست خطيرة، وبالنظر إلى أسباب وجود آلام فى الرقبة نجد أنها تتمثل فى إجهاد العضلات نتيجة الإفراط فى شد أجزاء أو مناطق من عضلات الرقبة بلا مبرر أو داعى اللهم إلا الأوضاع غير السليمة التى نبقيها فيها لمدة طويلة أثناء الانشغال باستخدام الحاسب الآلى أو مشاهدة التليفزيون أو قيادة السيارة أو حتى الضغط على الأسنان أو استخدام الوسائد غير الصحية أثناء النوم، يضاف إلى ذلك استخدام الهاتف لفترات طويلة مع ثنى الرقبة ناحية الكتف مما يضيف إجهادًا غير عادى على الرقبة ومع بعض الرياضات مثل ركوب الخيل، وكذلك حالة وجود انزلاق غضروفى فى الفقرات العنقية والإصابة المباشرة كالتى تحدث أثناء حوادث السير أو السقوط أو الارتطام أو الوقوع أو غيرها أو حوادث المرور. وهناك أسباب تقلل المساحة المتوافرة لخروج الأعصاب المتفرعة من الحبل الشوكى مثل تيبس الغضاريف وظهور نتوءات عظمية مع التقدم فى العمر وتضيق المسافات فى العمود الفقرى حيث مكان خروج الأعصاب مما يسبب ضغطًا على هذه الأعصاب، وفى حالات نادرة قد تكون آلام الرقبة ناتجة عن التهابات جرثومية فى الفقرات العنقية أو فى الغضاريف العنقية مثل الإصابة ببكتيريا السل، وهناك فئة قليلة من المرضى تكون لديهم أورام سرطانية أو غير سرطانية تؤثر فى الفقرات العنقية وتؤدى إلى آلام مبرحة فى هذه المنطقة، وفى بعض الأحيان يكون السبب الالتهاب السحائى فى المخ والحبل الشوكى، حيث يعتبر تصلب وآلام الرقبة من أكثر الأعراض شيوعًا لهذه الالتهاب، ويشعر المريض بآلام فى الرقبة وتيبس وتصلب بعضلاتها وقد تزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل فى وضع الجلوس أو الوقوف، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو طرقعة مع حركة الرقبة، وقد يشعر أيضًا بالصداع والدوار ومع الضغط على جذور الأعصاب بالفقرات العنقية قد يشعر المريض بالتنميل أو الألم أو الضعف فى عضلات الذراعين واليدين والأصابع. ويضيف الدكتور عادل عبده الحداد: غالبًا ما نعانى من آلام الرقبة فى الصباح بعد نوم هادئ نتيجة العادات الخاطئة كالنوم على البطن أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعى للرقبة فى وضع جيد أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية، وتؤدى كل هذه الأخطاء إلى جعل الرقبة فى وضع غير متزن، لذا يجب توخى الحذر وعدم أداء ما يجهد العمود الفقرى بمجرد القيام من النوم. ويضيف الدكتور عادل عبده الحداد: فى حالات الآلام الحميدة الناجمة عن الإجهاد والتهاب العضلات فإن الخطة العلاجية تبدأ بطرق علاجية تحفظية وهى أخذ قسط كاف من الراحة وخصوصًا عند الناس الذين تتطلب أعمالهم استخدام الحاسب الآلى أو الكتابة لفترات طويلة مع عمل تمرينات بسيطة لعضلات الرقبة، والمحافظة على الوضعية السليمة عند الجلوس للمذاكرة أو عند استخدام الحاسب الآلى، بحيث تكون المذاكرة على طاولة وباستخدام كرسى صحى وعمل جلسات علاج طبيعى للتأهيل والتثقيف عن الوضعيات الصحيحة للمحافظة على سلامة الرقبة وعمل تمرينات إطالة لعضلات الرقبة وتمرينات تقوية هذه العضلات مما يؤدى إلى إعادة تأهيلها وتقويتها وجعلها قادرة على تحمل الضغوط اليومية، واستخدام الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات لفترات قصيرة وبإشراف الطبيب، وباستخدام الوسادة الطبية عند النوم والجلوس لكي تحافظ على القوام الصحيح للفقرات العنقية وللظهر بصفة عامة، وفى بعض الأحوال قد يضطر المريض إلى استخدام رقبة طبية لبعض الوقت.
