دعت حركة تدعى "حركة غلابة" المصريين للخروج بمظاهرات حاشدة يوم 11 نوفمبر المقبل، اعتراضا على تردى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب، وللثورة على غلاء الأسعار، كما رفعت الحملة مجهولة المصدر شعارا تحت عنوان «ثورة الغلابة» على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو إلى الحشد في كافة الميادين ، واستخدموا هاشتاج #ثورة الغلابة، #الغلابة هتكسرالعصابة و#نازل ولا متنازل، لحث الشباب على المشاركة في هذه الحملة. وبدأ الترويج لهذه الحملة من خلال الكتابة على العملات الورقية والجدران بالشوارع والميادين بالمحافظات والقاهرة، وهو ما قوبل بالرفض من قبل بعض الشباب بسبب الشكوك التى تحيط بالحركة وانتمائها لجماعة الإخوان الإرهابية، رافعين شعار "أنا مصرى مش نازل يوم 11-11-2016"، "لا لتخريب مصر". وفى نفس السياق لم يتجاهل حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الصحف القومية عن الحديث بشأن 11 نوفمبر حيث قال: المصريون أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسيء، لذا كل الجهود التي تبذل من جانب هذه العناصر وأهل الشر مصيرها الفشل. وأضاف الرئيس: جزء كبير من استقرار الحالة الأمنية يأتي من وعي المصريين، وليس فقط من جهد مؤسسات الدولة، كوزارة الداخلية التي يتحسن أداؤها كل يوم، ودعم القوات المسلحة وأجهزة الدولة المعنية بالاستقرار، والشعب المصري يدرك محاولات إدخال مصر إلى دوامة الضياع، ويصر على عدم الدخول إلى هذه الدوامة. وعن المشهد المصري، قال السيسي: نحن نعاني أعراض نقاهة من مرض مزمن، نحن نمر في عنق زجاجة وفي سبيلنا للخروج، وإذا أردنا الخروج لا بد من اتخاذ إجراءات صعبة، علينا أن نتحملها وأن نصبر عليها، والنتائج ستكون عظيمة جداً لأيامنا المقبلة وللأجيال القادمة. وفى مواجهة هذه الدعوات يرى اقتصاديون وسياسيون أن التشكيك فى الداعى لهذه التظاهرات مسألة فرعية والأهم حاليا هو تبديد الهدف من الدعوات، وهى الأزمات الاقتصادية لعدم تشجيع المواطن البسيط واستغلاله معنويا للانضمام إليهم. واشاروا إلي أن هذا هو دور حكومة المهندس شريف اسماعيل حاليا باتخاذ إجراءات قوية. وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع، أنه يجب أن تكون هناك خطوات هامة وسريعة لاحتواء الشارع تبدأ بالإعلان عن توفير ظهير سياسي جاد للرئيس وخطاب سياسي مباشر يحمل إقراراً بتدهور الأوضاع والحاجة الماسة إلى كفاءات استثنائية فى مختلف الملفات الاقتصادية والخدمية، مع جدول زمنى واضح بما هو مطلوب من كل وزير خلال عام يمثّل التزاماً عليه وذلك بعد إطلاق يده تماماً فى وزارته وكذلك الحال مع المحافظين. وأضاف نافع: وليكن الظهير السياسي للرئيس فى شكل حزب تحت التأسيس يحمل برنامجاً واضحاً عوضاً عن البرنامج الرئاسي الذى لم يقدّم بصورته المطلوبة قبل انتخابات الرئاسة. ورداً على حالة استمرار اختفاء سلع غذائية وغلاء الأسعار سيكون محفزا للمشاركة فى الدعوات الغاضبة قال نافع: «بالتأكيد إشعال غضب الجماهير ممكن أن يلعب فيه العامل الاقتصادي الدور الأهم والأخطر وما حرق سائق الإسكندرية لنفسه إلا شرارة لإلهاب المشاعر». كما وصف النائب البرلمانى محمد ابو حامد 11/11 بالدعوات المشبوهة، وهى فى مضمونها دعوة للفوضى وتهديد لبقاء مصر، مضيفا: لن يسمح أحد بذلك، ففى ثورة يناير 2011 كان لدينا مخزون استراتيجي من الدولار والسلع الغذائية التى استطعنا الاعتماد عليها بخلاف الوضع الحالى، فالظروف صعبة والفوضى ستكون خطرا كبيرا ولكن يجب العلم بأن الشعب واعٍ ويملك التفرقة بين التعبير عن استيائه والمشاركة فى تخريب البلاد. وأكد أبو حامد أن هناك دورا جوهريا يقع على عاتق الحكومة لتجنب الأزمات التى تشجع البعض علي المشاركة في تلك الدعوات لاستغلال ضيق العيش لبعض المواطنين فلابد ان ترصد المشاكل وتعمل على توفير السلع وضبط الاسعار، وتحسين الخدمات وحل ازمة الدولار لأنه سبب رئيسي فى الأزمة الاقتصادية، وكشف الحقائق للشعب واتخاذ اجراءات عملية دون وعود رنانة. لا شك أن هناك ظروفا اقتصادية صعب، لكن علينا مراعاة تجنب الدخول فيما وصلت إليه دول عربية تفتتت، فهذه الظروف ببعض الحكمة والخبرة يمكن حلها بخطوات سريعة تجنبا للمتاجرة بمشاعر الغلابة - وهذا بحسب أبو حامد. ويرى الخبير الاقتصادي شريف دلاور أن المطلوب عملية جراحية للاقتصاد المصرى فى أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن تأثيرها سيكون صعبا للغاية لان الاقتصاد فى حالة مزرية، وقد مررنا بهذه المرحلة فى عام 1991. واعتبر دلاور أن وجود سعرين لصرف الدولار فى الأسواق سبب الأزمات، وهو أمر كارثى، موضحا أنه لا بد من حل تلك المشكلة، وأن هناك اجراءات صعبة تجنبتها حكومات ما بعد الثورة، ولكن يجب السرعة فى تنفيذها، وربما لم تستطع الحكومة الحالية السير نحو هذه الخطوة ولكن بيدها المصارحة من خلال كشف خطواتها نحو الإصلاح ووضع جدول زمنى لها. وأضاف: «فى نكسة 1967 كانت كارثة وقبلنا الوضع الاقتصادي لأن الامور كانت واضحة ومن المعروف أن الشعب المصرى لو صارحته بالحقيقة يقف بجوارك ويساندك، هذا بخلاف دور البرلمان والأحزاب أيضًا ولكن نعانى حاليا من عدم التعمق واعتدنا الأساليب السهلة دون المواجهة».