تبدو جنازات الرؤساء والملوك مختلفة إلى حد كبير، عن تلك التي تقام للعوام بعد وفاتهم، من حيث تعداد المشاركين، الذين جعلوا بعض جنازات الملوك العرب مُسجلة في التاريخ ولا تُنسى، بعدما أضحت بمثابة مليونيات ضخمة لا تجد موطأ قدم لأحد بداخلها. واليوم تمر الذكرى ال46، لواحدة من أضخم الجنازات التي شهدها الوطن العربي كله، والتي خصت الرئيس جمال عبدالناصر، ودفعت المؤرخون للاختلاف حول تعدادها ما بين 5 أو 7 مليون مشارك. "جمال عبدالناصر" يعتقد البعض أن جنازة عبدالناصر ما هي إلا مظاهرة شعبية ضخمة خرجت في حبه يوم 1 أكتوبر1970، حيث رافق الملايين جثمان الزعيم المصري في جنازة مهيبة طافت شوارع المحروسة. وحضر الجنازة نحو 7 مليون مصري، وشارك فيها جميع رؤساء الدول العربية، باستثناء العاهل السعودي الملك فيصل، وبكى العاهل الأردني، الملك حسين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات علنًا. وسقط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، مغشيًا عليه مرتين من شدة البكاء، كما حضر عدد من الشخصيات الأجنبية، منها رئيس الوزراء السوفيتي، أليكسي كوسيجين، ورئيس الوزراء الفرنسي، جاك شابان دلماس، كما حضرها الكثير من فناني الوطن العربي. وصنفت الجنازة بأنها الأكبر لرئيس عربي، وأعلنت مصر فيها الحداد الرسمي 40 يومًا وقررت تعطيل المصالح والشركات والمدارس والجهات الحكومية 3 أيام، بعدما دبت حالة من الهياج في الوطن العربي، وبات العالم كله يبكي رجالًأ ونساءً، وصرخ البعض فور علمه بالخبر، وسار ما يقرب من 75 ألف عربيًا خلال البلدة القديمة في فلسطين وهم يهتفون "ناصر لن يموت أبدًا". "حافظ الأسد" وفي سوريا كانت الجنازة الأكبر من نصيب الرئيس السوري، حافظ الأسد خلال عام 2000، حيث شيعه ملايين المواطنين السوريين من قصر الشعب في دمشق، إلى مثواه الأخير بمدينة القرداحة الساحلية. وصنفت الجنازة أيضًا بإنها من أكبر جنازات الملوك العرب، بعدما حملت طائرة جثمان الرئيس وطافت به على روؤس الشعب السوري، الذي أتى له الوفود من كل دول العالم، كان من بينهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، وأيضًا الرئيس الإيراني محمد خاتمي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح. وشارك أيضًا الرئيس اللبناني إميل لحود، وولي العهد السعودي الأمير عبد الله، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس التركي أحمد نجدت سيزر، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وفي ساحة الأمويين احتشد عشرات الآلاف من أفراد الشعب السوري لوداع الرئيس الراحل، وانتشر المواطنون حول المسجد الذي أقيمت فيه صلاة الجنازة وعلى امتداد الطريق الذي سلكته الجنازة. "الشيخ زايد" وفي 4 نوفمبر شهدت الإمارت المتحدة جنازة هي الأكبر في تاريخها، بعدما ودع الشعب الإماراتي مؤسس دولتهم الشيخ "زايد بن سلطان" إلى مثواه الآخير، لتبدأ الفوضى في شواره البلاد ويتوافد الزعماة العرب من كل صوب وحدب. وشارك في التشييع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح. وشارك أيضًا ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما شارك في صلاة الجنازة كل من الرؤساء الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والسوري بشار الأسد، واليمني علي عبد الله صالح، والعراقي غازي عجيل الياور. وسار جثمان زايد الملفوف بالعلم الإماراتي محمولًا على الأعناق بين الحشود المهولة من المواطنين، وتم إيقاف حركة السيارات المقبلة من مدن الدولة الأخرى بسبب التزاحم الغفير. "الحبيب بورقيبه" وفي تونس الخضراء، شيع الآلاف من الشعب التونسي، خلال عام 2004، الرئيس التونسي الحبيب بورقيبه في مسقط رأسه، بمشاركة عدد من الرؤساء العرب والأجانب في جنازة تعد هي الأكبر في تاريخ تونس. وبسبب الحشود الكبيرة وقتها، لم يتمكن الأمن الرئاسي منع المواطنين العاديين في تونس من حضور جنازة أول رئيس لتونس، الذي رحل في موكب شعبي حافل، ودعه إلى مسقط رأسه، والبعض الآخر توجه إلى القصر الرئاسي التونسي للبقاء أمامه لمدة يومين حزنًا عليه. ومن بين الشخصيات المشاركة الأمير رعد بن زيد كبير أمناء الديوان الملكي الأردني، ورئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن خليفة آل ثاني، ومولاي الأمير رشيد شقيق ملك المغرب محمد السادس، كما شارك في التشييع رئيس البرلمان البرتغالي "أنطونيو الميدا" سانتوس، ووزير العدل الإماراتي الشيخ محمد الظاهري. "ياسر عرفات" ودع العالم العربي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال عام 2004، بجنازة ضخمة والذي أحدث خبر وفاته ضجة لا تنسى في العالم كله، حيث توافدت على رام الله حشود غفيرة من الفلسطينيين للمشاركة في الجنازة. ووضع جثمان عرفات ملفوفًا بالعلم الفلسطيني فوق عربة مدفع تجرها الخيول، وأحاط بالجثمان حملة الأوسمة والنياشين التي حصل عليها، يتقدمهم رجال حرس الشرف وهم يحملون السيوف وباقات الزهور. وشارك في الجنازة الرئيس المخلوع مبارك، والرئيس السوري بشار الأسد، وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس تونس زين العابدين بن علي، والجزائر عبد العزيز بوتفليقة، واليمن علي عبد الله صالح، والسوداني عمر البشير. بمشاركة وفود من نحو 61 دولة، نظمت مصر جنازة عسكرية مهيبة ل"عرفات" تعتبر الأضخم منذ جنازة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وحضرت أرملة الزعيم الفلسطيني، سهى عرفات، وابنته زهوة مراسم التشييع. "الملك حسن الثاني" "جانزة القرن".. كانت من نصيب ملك المغرب حسن الثاني، في يوليو 1999، حيث ودع العالم العاهل المغربي في جنازة رسمية وشعبية مهيبة بالرباط، وشارك فيها أكثر من 60 رئيس دولة ورئيس حكومة يمثلون جميع الدول في العالم.