يتآمر اللوبى اليهودى من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين منذ نهاية العام الماضى، حول الزج بالمملكة العربية السعودية فى تحميلها لأعباء سداد التعويضات الخاصة بضحايا حادث 11-9-2001، حينما عجزت الإدارة الأمريكية على مرور عهدى الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما، تسديد ما عليها من فواتير وديون أسر هؤلاء الضحايا كما قال السيناتور تيد كروز فى نوفمبر 2015، عقب ترشيحه للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهورى. ويقود الآن الحملة الموسعة التى تكللت بمرور قانون JASTA أو العدالة ضد رعاة الإرهاب فى المجلسين، بعد نقض حق الفيتو للرئيس باراك اوباما ضد القانون الأسبوع الماضى، السيناتور اليهودى المتعصب عن ولاية نيويورك شوك شومر، الذى قال مؤخرا فى مجلة «بوليتيكو» الأمريكية «إنه يتوجب علينا تمرير هذا القانون، رغم ما سنواجهه من منغصات دبلوماسية»، وأثار إصرار شومر على تمرير هذا القانون حفيظة وشكوك كل من السيناتور ماك ثورنبيرى رئيس لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ، حيث قال «إنه يتشكك فى نوايا شومر منذ بداية طرح هذا القانون». كما يرعى السيناتور جون كورنين عن ولاية تكساس صدور هذا القانون أيضا، والذى أكدت مجلة «بوليتيكو» أنه تقابل سرا مع أسر ضحايا 11/9 فى مكتبه الخاص، وهو الأمر الذى أثار تحفظات بعض أعضاء الكونجرس حول النوايا الحقيقية من مساندة كورنين مع زميله شومر لهذا القانون، ويدين كورنين بإحدى الملل البروتستانتية التى تتبع الكنيسة التى تؤمن بعودة اليهود إلى إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية فى الأصل، وهو ما يترجم دعمه واقترابه من زميله السيناتور اليهودى شوك شومر. وكشفت «بوليتيكو» أيضا على الحملة الشرسة التى يقودها شوك شومر الآن فى مساندته لأعضاء الحزب الديمقراطى من أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب، المقبلين على الانتخابات التجديدية فى ولاياتهم خلال شهر نوفمبر، حيث رصد شومر 27 مليون دولار قابلة للزيادة فى أى وقت للحملة المجمعة، و2 مليون لكل عضو، كنوع من الهبة المقدمة من شومر، الذى وصفه زميله الجمهوري جون كورنين بأنه « دؤوب ويعمل كالماكينة»، كما وصفته الصحف الأمريكية أنه «يقف على جبل من الموال الذى ليس له نهاية على مرمى البصر»، بالإضافة إلى أن شومر لا يرفض تقديم مساعداته المالية للأحزاب الأخرى فى الولايات كما ذكرت «البوليتيكو»، من أجل كسب تأييدهم للقضايا التى يدعمها شومر داخل وخارج أروقة مجالس الشيوخ والنواب. و من المعروف أن هناك بعض النواب سواء من الديمقراطيين أو الجمهوريين مقبلين على الانتخابات التجديدية فى 8 نوفمبر القادم، وكانوا ممن تقدموا صفوف المصوتين لصالح قانون شومر والاعتراض على فيتو أوباما مؤخرا، وهما مارك كيرك وماركو روبيو وروى بلانت وأيوتى، ومن المرجح أن يتطلع هؤلاء النواب لكسب تأييد ودعم شوك شومر سواء المالى أو السياسى داخل ولاياتهم، ناشدين الحصول على أكبر عدد من أصوات اليهود فى هذه الولايات بمساندة شومر، وهو السبب الأكثر ترجيحا فى تأييدهم لقانون JASTA. والأمر الذى يثير الريبة حول باق أعضاء الكونجرس والشيوخ من الجمهوريين الذين لم يساندوا فقط مرور قانون رعاة الإرهاب، بل قادوا حملة موسعة لكسب تأييد أعضاء الكونجرس لزيادة المعونة العسكرية الأمريكية المقدمة للحكومة الإسرائيلية الشهر الحال 1.5 مليار دولار ليصبح مجموعها 38 مليارا، ومن بين هؤلاء النواب تيد كروز الراعي الأول لقانون JASTA العام الماضى، جون ماكين الذى يعد من أقوى المؤيدين لمرور قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، وليندسى جراهام. ويتضح مما سبق العلاقة المتينة بين تأييد كل القوانين التى تصب فى الصالح الإسرائيلى من خلال قيادات حزبية سواء ديمقراطية أو جمهورية يهودية فى كلا المجلسين الشيوخ والنواب الأمريكيين، برزت هذا الشهر جلية من خلال موافقتهم على القانونين اللذان يتعلقان بزيادة المعونات الأمريكية لإسرائيل ومرور قانون رعاة الإرهاب تحت رعاية شوك شومر السيناتور اليهودى المتعصب.