نجح هشام صالح، المدير الفني لمنتخب الصالات لكرة القدم، في تحقيق نتائج مميزة مع الفراعنة في الفترة السابقة، بدأها بفضية بطولة أفريقيا، ثم المركز الثامن في كأس العالم. قارئ هذه السطور قد يظن أنها مجاملة للمدرب واعتبار ما تحقق يندرج تحت بند النتائج المميزة، لكنه أثناء قراءة الحوار سيعلم تمامًا مدى الصعوبات التي قابلت المنتخب وعبرها بقيادة هذا الرجل. "الوفد" كان لها هذا الحوار مع مدرب المنتخب الوطني لكرة الصالات، جاء كالآتي... في البداية.. نهنئك على الوصول لكأس العالم وتحقيق المركز الثامن؟ - شكرًا.. كنا نتمنى تحقيق المزيد لإسعاد الجماهير، لكن الحمدلله على كل شئ. - هل كنت تتوقع أصلًا الوصول إلى المركز الثامن أو تحقيق ما هو أكثر من ذلك؟ في الحقيقة لا، ليس لعدم ثقتي في قدراتي أو قدرات اللاعبين، وإنما لاختلاف الظروف بيننا وبين الفرق المشاركة في البطولة، وإن كان هذا لا يمنع أننا كان هدفنا من البداية تقديم أقصى ما لدينا ومحاولة إسعاد الجماهير بأي طريقة، وأعتقد أننا حققنا إنجازًا. - ماذا تقصد باختلاف الظروف بينك وبين الفرق المشاركة في البطولة؟ هل تعلم أن هذا المنتخب تجمع في شهر فبراير الماضي فقط، في حين أن كل المنتخبات المشاركة في كأس العالم تستعد للبطولة قبل 4 سنوات، هل تعلم أننا ليس لدينا دوري قوي لكرة الصالات، ويشارك فيه 12 فريقًا فقط؟! ولا يوجد منافسون لفريق المقاصة الذي يستحوذ على كل شيء في اللعبة؟! - لكنك على رغم كل ذلك نجحت في الظهور بشكل جيد بالمونديال؟ نعم لكن بوجود مزيد من الإعداد والدعم والمساندة كان يمكن أن تكون النتائج أفضل كثيرًا. - منتخب الصالات لعب أمام فيتنام وإسبانيا والصين والمغرب وديًا.. ألا ترى أن تلك الوديات كافية لإعداد المنتخب بشكل قوي؟ عفوًا.. كل الوديات التي لعبناها قبل البطولة كانت لاختيار اللاعبين وليس تجهيزهم، كنا نسعى لتوفير احتكاك قوي للاعبين المختارين للانضمام، ووضعهم تحت الضغط. - ألا ترى أنك أنت المسئول عن مسألة عدم اختيار قوام رئيسي للمنتخب من البداية؟ وكيف أختاره في ظل استحواذ المقاصة على كل شيء، ومنافسة ميت عقبة على استحياء؟!، لكن القاعدة لم تكن موجودة مثل الماضي، لقد عملت بما يرضي الله، ونجحت في تكوين منتخب جيد لأي مدرب قادم يتولى تدريب الفريق في المستقبل، "علشان لما حد ييجي يمسك بعديا ميحسبنش عليا، أنا كان مطلوب مني 1 و 2 و3 لكن عملت 1 و2 و3 و4 و5، ومتوسط الأعمار بقى 23 سنة بعد ما كان 27 و28 سنة" - أشعر بنبرة غاضبة في حديثك، هل سببها قلة الإمكانات، أم عدم وجود مساندة من المسئولين؟ الاثنان بالطبع، سيدي الفاضل.. المنتخبات المشاركة جميعًا تستعد لكأس العالم منذ 4 سنوات، الصين أقامت دورة ودية منذ شهرين وشاركنا فيها، على رغم أن الصين لم تلعب في كأس العالم الحالية وستلعب البطولة المقبلة، الاتحاد الإفريقي أصلًا بدأ ينفذ مخططًا لتحجيم مشاركة المنتخبات العربية في بطولات الصالات لحساب المنتخبات الإفريقية. - ولماذا لا نفعل مع منتخب مصر مثل بقية المنتخبات؟ "إحنا عندنا دوري ب12 فريقًا بتاخده المقاصة كل سنة والسلام عليكم، ولا هو متذاع ولا حد عارف عنه حاجة، ونيجي قبل البطولة بشهرين العب يا جدع وروح فرّح بلدك في كأس العالم وده مينفعش وبالمنظر ده مش هنلعب كأس عالم تاني أصلًا خلاص". - لكنك في ظل كل تلك الظروف وصلت لكأس العالم بالفعل؟! - نعم ونحمد الله على ذلك، لكن التاريخ لم يعد له مكان في كرة القدم، تايلاند وبنما وإستراليا صعدوا لدور ال16 في المونديال وهم بلا تاريخ أصلًا، كل المنتخبات تتقدم ونحن نتراجع، في السابق كنا نفوز على تايلاند بالسبعة والثمانية روسيا بالسبعة أيضًا، الأرجنتين فازت علينا مرة بالكاد 4/3، لكن حاليًا نحن لا نتطور إطلاقًا في كرة الصالات. - وماذا عن المساندة من جانب المسئولين؟ ما لا تعلمه أن كل المنتخبات التي شاركت في كأس العالم رافقها بعثات إعلامية، وبعضهم سافر معه رئيس اتحاد الكرة في بلده، أما نحن فلم يعيرنا أحد اهتمامًا، حتى وزارة الرياضة لم تقم بتكريم المنتخب بعد وصوله لكأس العالم!! - وما السبب في ذلك؟ -لا أعلم، عليك أن توجه للمسئولين هذا السؤال. - في رأيك، ماذا ينقصنا لتكوين منتخب قوي لكرة الصالات يستطيع تحقيق إنجازات؟ - قلت هذا الكلام منذ فترة كبيرة جدًا، الفريق الجماعي الوحيد القادر على تحقيق ميداليات لمصر هو منتخب الصالات، لأننا نلعب كرة قدم في الشارع، ونلعب الكرة الشراب مثل البرازيل. لابد من وجود دوري قوي ورفع عقود اللاعبين، أكبر عقد للاعب الصالات في مصر حاليًا قيمته 30 ألف جنيه سنويًا، "مين هيسيب شغله وحياته وييجي يلعب كرة صالات بالمبلغ ده؟"، كما يجب عمل دوري قوي يتم الصرف عليه جيدًا من اتحاد الكرة ويُذاع على الفضائيات، فكل تلك الأمور من شأنها تشجيع اللاعبين على لعب كرة الصالات بما يساعد فى خلق أجواء تنافسية وعمل قاعدة مميزة للعبة، لكن بالوضع الحالي لا يوجد لاعب يلعب كرة ويتركها ليلعب الصالات، وإذا وافق أحدهم سيأتي قبل المباريات أو البطولة مباشرة وهذا فشل في حد ذاته، كما أنه سيتعالى على زملائه في المنتخب وبالتالي وجوده لن يكون مفيدًا. في السابق كانت لدينا قاعدة قوية من اللاعبين مثل: سمير صبري، عادل فتحي، سيد عبدالنعيم، تامر إسماعيل، لكن الآن ليس لدينا قاعدة سوى المقاصة وميت عقبة على استحياء، أما دون ذلك فلا يوجد لاعبون. علينا أن نلحق بركب التطور في كرة الصالات، لأنه لو استمرت الحال على ماهي عليه، فإن المنتخبات التي سبق وفزنا عليها لن نستطيع الفوز عليها مجددًا.