هيمنت الاحداث المشتعلة في سوريا على صدارة الصفحات الاولى من الصحف العربية الصادرة صباح الخميس، خاصة مع دخول الانتفاضة السورية اليوم لشهرها العاشر، هذا فضلا عن اهتمامها بالجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر. إنقاذ الاسد ونشرت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية مقالا للكاتب طارق الحميد تحت عنوان "الخطر التركي" ويقول الكاتب "أمر غريب حقا، فرئيس الوزراء العراقي يقول في واشنطن إنه ليس قلقا على بلاده من إيران، بل من التدخل التركي، في الوقت الذي يقول فيه أحد مستشاري المرشد الإيراني إن النموذج التركي المتمثل بالإسلام العلماني - بحسب تعبيره - غير مناسب للعالم العربي، بل يحذر من خطورته! تحذيران من خطورة تركيا، أحدهما إيراني والآخر عراقي، في أسبوع واحد، أمر لافت بالطبع، خصوصا أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، مثلا، كان يروج، العام الماضي، لفكرة "التحالف الشاب" حيث سعى لخلق تحالف بينه وبين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وبشار الأسد، وسعد الحريري.. نعم سعى لإقناعه، وبالطبع معهم حسن نصر الله، الذي سبق أن قال - وعلى خلفية أزمة السفن التي توجهت وقتها إلى غزة - إن تركيا عربية أكثر من العرب أنفسهم، وأشاد نصر الله وقتها بأنقرة أيما إشادة. فكيف بعد ذلك كله تصبح تركيا خطرا على العراق وإيران، بل بلغ الأمر بمستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي القول بأن أسلوب تركيا الإسلامي غير مناسب للعالم العربي، و"صحوته الإسلامية"! وبالطبع، سبب هذا التحول ضد تركيا، وتصويرها بأنها الخطر اليوم، من قبل إيران والمالكي وحزب الله، بسيط جدا، وهو موقف تركيا مما يحدث بحق السوريين العزل، بينما تحاول طهران، وحلفاؤها في المنطقة، إنقاذ بشار الأسد من السقوط، وبالتالي حماية مصالح إيران ونفوذها. الانتفاضة تدخل شهرها العاشر من جهتها نشرت صحيفة "الحياة" على صدارة صفحاتها الاولى تقريرا مفصلا حول الانتفاضة السورية التي اقتربت من اتمام العام ويقول التقرير "تدخل الانتفاضة السورية اليوم شهرها العاشر، بعدما اتسع نطاق الاحتجاجات التي بدأت محصورة في مدينة درعا قرب الحدود مع الاردن، وامتدت الى مناطق الشرق والشمال والمناطق القريبة من الحدود اللبنانية، وتنقلت المواجهات بين دير الزور وحماة ومعرة النعمان واللاذقية، وصولاً الى جسر الشغور وادلب قرب الحدود التركية، من دون ان ننسى حمص التي بات يطلق عليها المتظاهرون "عاصمة الثورة السورية"، وأخذ الصراع في احيائها طابعاً طائفياً، يخشى النظام والمعارضون على السواء من عواقبه الخطرة على الانتفاضة وعلى مستقبل سورية. ومن ابرز التحولات في المشهد السوري مقارنة ببدايات الانتفاضة السلمية، تزايد الطابع المسلح الذي يتمثل في المواجهات شبه اليومية بين عناصر الجيش وقوى الامن الحكومية وبين المنشقين عن الجيش والمسلحين الذين يطلقون على انفسهم "الثوار" الذين يساعدون العناصر المنشقة. ومع دخول الاحتجاجات شهرها العاشر اليوم، شدد المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية المنسق الخاص فريدريك هوف، في جلسة استماع أمام الكونغرس أمس، على أهمية رحيل بشار الأسد وزمرته سريعا من السلطة، معربا عن اعتقاده بان التظاهرات لن تتوقف حتى رحيل الاسد والمحيطين به. واعتبر أنه في حال فشل مبادرة الجامعة العربية سيعمل المجتمع الدولي لضمان عدم ترك المدنيين عرضة لنظام مستعد لذرف دمائهم لانقاذ نفسه". وقال هوف ان نظام الأسد "مستعد للتضحية بأمن الشعب ووحدة سورية ومؤسسات الدولة واستقرار المنطقة في محاولة يائسة لانقاذ نفسه، لكن المخزون المالي للنظام يتلاشى. وثمة احتمال أن يقرر البقاء، ولو بقي مثل كوريا الشمالية... انما نحن مصرون على عدم السماح بهذا الأمر". خروقات "برلمان الثورة" بينما رصدت صحيفة "الخليج" الاماراتية أجواء الانتخابات المصرية على صدارة صفحاتها الاولى وقالت في تقريرها "أدلى ملايين المصريين أمس بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار 120 نائباً، على القوائم الحزبية التي يتنافس فيها 1116 مرشحاً، إلى جانب 60 مقعداً فردياً يتنافس فيها 2271 مرشحاً، ضمن المرحلة الثانية من الانتخابات ل"برلمان الثورة". وعلى الرغم من محاولة اللجنة العليا للانتخابات تلافي معظم الأخطاء التي حصلت في المرحلة الأولى، إلا أنها قررت تأجيل الانتخابات في 3 دوائر انتخابية في محافظات المنوفية والبحيرة وسوهاج، تنفيذاً لأحكام قضائية، في وقت تحدثت منظمات حقوقية عن خروقات ومخالفات كثيرة شابت هذه الانتخابات، في حين قام الجيش وقوات الأمن بتأمين مراكز الاقتراع، شكلت وزارة الداخلية غرفة عمليات للمتابعة مع كافة أطراف العملية الانتخابية . ورصدت شبكة "مراقبون بلا حدود" وجود اشتباكات وأعمال عنف في محافظة الجيزة، إلى جانب رشاوى وحرب شائعات بين المرشحين، وازدياد سخونة الخلافات بين أنصارهم وارتفاع حدة المنافسة بين مرشحي "الكتلة المصرية" وحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، واستمرار أوراق ولافتات الدعاية على أسوار المدارس التي تعقد فيها لجان الاقتراع . الكويت ومجلس الأمة ومن الكويت التي تعيش حاليا ازمة سياسية كتبت صحيفة "السياسة" الكويتية في افتتاحيتها مقال بعنوان "ماذا بعد ياولي الامر". وتقول الصحيفة " نعم سقطت كل الأقنعة يا ولي الأمر- أقنعة مدعي العفة والشرف, وتكشفت ادعاءاتهم الزائفة, ونضالاتهم الهمجية المزعومة, وأشرقت عليهم شمس الحقيقة ليكتشفوا أنفسهم تحت ضوئها الساطع, مجانين سلطة, وعشاق تسلط. لقد خربوا البلاد وجلسوا- مثل نيرون- على تلها يتغنون بأمجاد لا وجود لها الا في خيالاتهم البائسة. عاثوا في الأرض فساداً, وورطوا الدولة في اجراءات مخالفة للدستور, وما أن بانت شوائبها حتى راحوا يتنصلون منها. تناوبوا على معاول التخريب هدماً في هيكل الدولة, معتبرين ان ما فعلوه هو ما يجب ان يكون. وتابع المقال قائلا: "ترك سمو الشيخ ناصر المحمد منصبه بعد ان رأى كيف ان فرعون الكيدية سمم أجواء الحرية في الكويت, ونشر الفوضى, وشوه سمعة الشرفاء, ولم يجد من يلجمه". وماذا بعد يا ولي الامر؟ ها هو رئيس مجلس الأمة ينحني أيضا أمام العاصفة, ويترك المنصب ويختار رحابة الوطن, وهو الذي كان عامود الخيمة التي عاشت المؤسسة التشريعية في ظلها آمنة, حتى جاء طوفان الفوضى, فآثر ركوب سفينة نوح مع الراكبين, لينجو بسمعته من أباطيل الفوضويين. ترك المنصة لأنه رأى بأم عينيه ان الرياح تهب بما لا تشتهي سفن الديمقراطية والاستقرار والتنمية في هذه البلاد. وماذا بعد ان حل مجلس الأمة كان أحد المطالب الكبرى التي تشدق بها الفوضويون ورفعوا راياتها, أرادوا الخراب ووجدوا السبيل اليه وجلسوا يتباكون الآن على اللبن المسكوب ويشككون في شرعية الحل. لقد أعيتهم شهوة السلطة, وتمكن منهم التسلط, وسيطرت عليهم العزة بالاثم, فتشدقوا بالكثير, وظهروا للناس كما لو أنهم صناع المستقبل وقادة التاريخ, أو وحدهم الجنود الحقيقيون المدافعون عن الوطن.