أكد "محمد الجوادي", كاتب ومفكر سياسي, أن إشكالية ساويرس السياسية تتلخص في نظرته للأحزاب مثل الشركات التي يديرها، فأصبح يمتلك ويدير ثمانية أحزاب وجعل الكتلة بمثابة الشركة القابضة للأحزاب التي يديرها، وبسبب تصريحاته الصادمة لن تحقق الكتلة نفس النتيجة التي حققتها في المرحلة الأولى للانتخابات. وأضاف الجوادي في تصريح خاص لشبكة "العربية نت" الإخبارية, أن ساويرس لا يدرك الفارق بين إدارة شركاته والاحزاب, لذا وجد أن حزبا سياسيا واحدا لا يكفيه، فكان لابد أن يمتلك مجموعة أحزاب مثل الشركات التي يمتلكها، فأسس الكتلة المصرية لتكون بمثابة الشركة القابضة للأحزاب التي يمولها، وجعل بعض الأحزاب بعيدة عن الكتلة حتى لا يضع البيض كله في سلة واحدة، وهكذا أصبح ساويرس يمتلك ويمول ويدير أكثر من ثمانية أحزاب. وأوضح "الجوادي" أن مشكلة ساويرس السياسية, أنه يستعين بطاقم مستشارين يضللونه لأنهم يريدون إرضاءه بأي شكل، فيصورون له أنه أصبح مفكرا، وأنه الوحيد القادر على طرح رؤية علمية لمصر تحل كل مشاكلها دفعة واحدة، لذا أصبح هناك يقين لدى ساويرس، بأنه أكثر كفاءة من الوزراء ورؤساء الأحزاب، وهذا غير صحيح بالمرة. وأشار الدكتور سعد الدين إبراهيم, أستاذ الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون, إلى أن رجل الأعمال نجيب ساويرس ومؤسس حزب "المصريين الأحرار" شخصية كلامية تحب الكلام كثيرا سواء منه أو عنه، وهو يتسم بالصراحة المطلقة، وهذا يتناقض مع المشتغل بالعمل السياسي. وأوضح "إبراهيم" أن ساويرس يجب أن يفرق بين عمله كرجل أعمال ناجح مشتغل بالمقاولات والإنشاءات، وبين ساويرس السياسي الذي يجب أن يكون مناورا ويمتلك المهارات ولديه الحجج لإقناع من يجادله. وكشف "إبراهيم" أن ساويرس له بال طويل في البيزنس ويعرف من أين يؤكل الكتف، ولكن ساويرس السياسي حديث العهد بالمجال، ولا يمتلك خبرة الإخوان المسلمين، ولكن يحسب له هنا أنه جعل الصوت القبطي حاضرا في المشهد العام بعدما كان مغيبا ومهمشا طوال 60 عاما تقريبا. وأكد الكاتب الإسلامي جمال البنا أن الكتلة سوف تحافظ على تألقها في المرحلة الثانية من الانتخابات، ولن تؤثر تصريحات ساويرس على الناخبين لأن كلام ساويرس مجرد مزايدة سياسية.