الشفة الأرنبية هى عيب خلقى يصيب الأطفال بنسبة طفل لكل خمسة آلاف طفل، وفى بعض الأحيان تكون مصحوبة بشق فى سقف الحلق وهذا يمثل طفلاً لكل ألف طفل، وعلى هذا الأساس فلو كان عدد المواليد مليون طفل فى العام يكون لدينا حوالى 4 أو 5 آلاف حالة سنوياً مصابة بعيوب الشفة الأرنبية. ويقول الدكتور قدرى وشاحى، أستاذ جراحة الأطفال بطب قصر العينى: ترجع أسباب الإصابة بها إلى العامل الوراثى مع وجود عوامل التلوث التى تسبب العيب الخلقى أو تناول الأم للأدوية غير المسموح بها أثناء الحمل وقد وجد أن الفوليك أسيد أثناء الحمل يقلل نسب حدوث الشفة الأرنبية وعندما يولد الطفل بالعيب الخلقى «الشفة الأرنبية» يكون غير قادر على امتصاص اللبن من ثدى الأم مع وجود التشوه فى الوجه، وكانت عملية الشفة الأرنبية تجرى فى السابق من عمر 3 إلى 6 شهور قبل ظهور الأسنان وبعد التأكد من عدم وجود عيوب خلقية أخرى للطفل، أما الآن ومع تقدم الجراحة وتقدم التخدير وظهور الميكروسكوب الجراحى ومع وجود السونار الذى يشخص أى عيوب خلقية أخرى يمكن إجراء الجراحة فى الأيام الأولى من عمر الطفل بشرط أن يكون وزنه أكثر من ثلاثة كيلوجرامات عند الولادة مع وجود صفراء الفسيولوجيا وغالباً ما تكون فى الأسبوع الأول، ومن مميزات إجراء الجراحة بعد الولادة مباشرة أنها تمكن الطفل من امتصاص اللبن من ثدى الأم والرضاعة الطبيعية دون الحاجة إلى الألبان الصناعية، إضافة إلى أن الندبة التى تحدث بعد الجراحة «الأثر الجراحى» فى هذه السن تختفى بسرعة نظراً لسرعة نمو الطفل وبهذا لا يترك أى آثار بالوجه فمن الناحية الجمالية تكون النتيجة أفضل بكثير ومن ناحية أخرى الجراحة المبكرة تزيل الأثر النفسى للأم والأسرة عند مشاهدة الطفل بهذا التشوه الخلقى. وينصح الدكتور قدرى وشاحى بإجراء الجراحة فى الأيام الأولى من عمر الطفل وعدم تأخيرها وقبل الجراحة يجب إجراء تحاليل للدم والسيولة ونسبة الصفراء بالدم للتأكد من صلاحية الطفل للجراحة وتقوم الأم بإرضاع الطفل بعد ساعة من العملية ويمكن أن يمتص اللبن من ثدى الأم بسهولة فتأخير العملية له تأثير نفسى على العائلة، كما أن الندبة أثر العملية تكون واضحة لبعض الوقت وتحتاج إلى بعض الكريمات والمراهم لإخفائها لمدة قد تصل من ستة شهور إلى سنة، ويجب على الأم الذهاب المبكر إلى جراح الأطفال المتخصص لإصلاح العيوب الخلقية وعدم تأخيرها، حيث إن نتائج العملية تكون أفضل كلما كان عمر الطفل أصغر سناً وتجرى عملية الشفة الأرنبية فى الخارج للجنين وهو فى بطن الأم فى مراكز الأبحاث، كما أن إجراء العملية فى الشهر الأول يحدث التئام للجروح نتيجة تكاثر الخلايا وهذا لا ينتج عنه تشوه بعد الجراحة وبعد الشهر الأول يحدث التئام الجروح عن طريق تليفات بالأنسجة، إضافة إلى أن العمليات التى تجرى مبكراً آمنة وذلك فى الأطفال الذين لديهم انسداد فى الشرج «عدم وجود فتحة شرج» أو لديهم انسداد فى الجهاز الهضمى أو لديهم انسداد فى المرىء ولا يستطيع تناول الطعام بشكل طبيعى أو فى الأطفال الذين لديهم عيوب خلقية فى العمود الفقرى والنخاع الشوكى أو انسداد الحوالب أو الكلى وكلها عمليات آمنة ونتائجها جيدة فى الأيام الأولى من العمر.