تعانى بعض النساء من صعوبة حدوث الحمل أو الإجهاض المتكرر، وهو ما يرجع إلى الإصابة بتشوهات الرحم التى قد تجهلها بعض النساء. والإجهاض المتكرر ظاهرة تصيب السيدات بنسبة 0. 5% ومع صغر هذه النسبة إلا أنها تمثل مسألة خطيرة، حيث تحرم السيدة من الإنجاب مع كونها تستطيع الحمل، ولكن هذا الحمل يكون فى خطر وتلك هى المشكلة. يقول الدكتور شريف عبدالحميد، أستاذ النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس: هناك أسباب كثيرة للإجهاض المتكرر منها الإصابة بأى مرض عام مثل إصابة الأم بمرض ارتفاع ضغط الدم والسكر وعيوب الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية، أو الإصابة بأمراض القلب، أو أى أمراض مزمنة أخرى تؤثر على بقاء الجنين، وكل هذه الأمراض تسبب الإجهاض المتكرر فى الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويضاف إليها الأسباب المناعية، مثل تكوين أجسام مضادة للأوعية الدموية الخاصة بالجنين، أو الإصابة بالأمراض المعدية، ولكن تبين حديثًا أن الإصابة بالأمراض المعدية، ومنها ميكروب أمراض القطط، لا يسبب الإجهاض المتكرر، ولكن تسبب الإجهاض مرة واحدة فقط، حيث إنها قد تكون أجسامًا مضادة لهذه الميكروبات بعد الإصابة بها مرة واحدة، ومن أسباب الإجهاض وجود عيوب خلقية بالرحم، مثل وجود حاجز رحمى أو اتساع فى عنق الرحم وتلك الأسباب تؤدى إلى الإجهاض المتكرر فى الثلث الثانى من الحمل. ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد: أما عن تشخيص سبب الإجهاض المتكرر فيجب إجراء فحوص معملية لاستبعاد وجود أجسام مضادة بالأوعية الدموية للجنين أو استبعاد أى سبب مرضى كالقلب أو ارتفاع ضغط الدم أو السكر أو عيوب الغدد الصماء، وهناك فحص بالموجات الصوتية لاستبعاد وجود سبب بالقناة التناسلية للسيدة أو بالرحم، ويمكننا إجراء منظار الرحم لاستبعاد أى سبب موجود فى تجويف الرحم يمنع نمو الجنين، أما عن علاج هذه الظاهرة فيجب توجيه العلاج بحسب السبب المؤدى إلى الإجهاض المتكرر فى الأشهر الثلاثة الأولى ويجب إعطاء مثبتات للحمل هرمونية ومثبتات دوائية لتجنب حدوث الإجهاض ويجب إجراء فحص موجات صوتية مبكر لاستبعاد تشوهات الجنين وإجراء الفحوص الروتينية للحمل وفى بعض الأحيان تضطر للجوء لربط عنق الرحم عندما يكون متسعًا ويكون هناك عيب خلقي بالرحم مثل الأورام الليفية واتساع عنق الرحم ووجود حاجز بالرحم ويتم فك هذا الربط قبل الولادة بأسبوع ويمكن أن يحدث بعده ولادة طبيعية، أما فى حالة وجود أجسام مضادة ضد الأوعية الدموية والجنين فيمكن إعطاء أسبرين الأطفال أو مضادات التجلط الأخرى، مثل الهيبارين ومشتقاته طوال فترة الحمل وفى كل الحالات يجب متابعة الحمل والجنين متابعة دقيقة بالموجات فوق الصوتية وبموجات الدوبلر وبالوسائل الأخرى لمتابعة الجنين، مثل رسم نبضات قلب الجنين وتتم عملية الولادة بصورة طبيعية ولا يوجد أى داعٍ لإجراء عملية قيصرية فى الحالات العادية، إلا إذا استدعت حالة المريضة إجراء عملية قيصرية.