يعد الحمل مرحلة حساسة وحرجة تمر بها السيدة خلال حياتها فهو يؤثر على كل أجهزة الجسم بما فيها الجهاز التنفسي والهضمي والأعصاب والعظام فتحدث بعض التغيرات مثل ضغط الدم ومعدلات التنفس والهضم والغدد الصماء. يقول الدكتور شريف عبدالحميد أستاذ النساء والتوليد والعقم بكلية طب عين شمس: يوجد عضو وهو المشيمة يقوم بإفراز العديد من الهرمونات والمواد التي تؤثر على جميع أجهزة الجسم وفي الثلاثة شهور الأولى من الحمل قد تحدث بعض المشاكل والمتاعب للسيدة الحامل ويمكن تقسم هذه التغيرات والمشاكل في بعض الأعراض الخفيفة التي تصاحب الحمل في أول ثلاثة شهور أو بعض المشاكل التي تستدعي التدخل الطبي لما لها من إشارة إلى حدوث خلل في الحمل فمن الأعراض البسيطة التي تشعر بها الحامل هي القىء الموجود في الصباح والذي غالبا لا يتكرر أكثر من مرة ولا يؤثر على الصحة العامة للسيدة ويمكن التعامل معه بمضادات القىء اذا زاد في العدد والحدة ولكن في بعض الأحيان تزداد شدة القىء وتتطور إلى ما يسمى بالقىء المستعصي مع الحمل مما قد يضطرنا إلى إجراء عملية إجهاض حفاظا على حياة الأم حيث تفشل كل مضادات القىء وكل الإجراءات الطبية في السيطرة على القىء المستعصي ومن الأعراض البسيطة التي تشعر بها الحامل أيضاً الشعور بالدوار والهبوط أثناء اليوم مما يتطلب شرب الكثير من السوائل والاعتماد على الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية وقد تشعر السيدة الحامل بزيادة عدد مرات التبول أثناء النهار ويرجع ذلك إلى ضغط الرحم المتضخم بالحمل على المثانة البولية وقد تحدث بعض التغيرات في لون الجلد وفي حلمة الثديين وفي البطن والأرداف ويمكن التعامل مع هذه المتغيرات البسيطة التى لا تؤثر سلبياً على الحمل أو الجنين. ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد: أما الأعراض الخطيرة التي تصاحب الثلاثة شهور الأولى من الحمل فهي حدوث نزيف مهبلي مهما كان بسيطاً ولو كان نقاطاً معدودة حيث يستدعي المشورة الطبية وإجراء فحص بالموجات الصوتية والتي تبين كيس الحمل وحالة الجنين ووجود أي مشكلة بالحمل وقد يكون النزيف مع الثلاثة شهور الأولى مجرد اجهاض منذر والذي يستدعي بعض العقاقير الطبية المثبتة للحمل مع الراحة التامة والمتابعة بالموجات الصوتية وقد يشير النزيف في الثلاثة شهور الأولى من الحمل إلى حدوث حمل خارج الرحم أو حدوث الحمل العنقودي وفي كلتا الحالتين يمكن التشخيص عن طريق الموجات الصوتية وعن طريق قياس مستوى هرمون الحمل بالدم ومن المشاكل التي قد تحدث في الثلاثة شهور الأولى من الحمل ما نطلق عليه الإجهاض المتكرر حيث هناك بعض السيدات يتكرر عندهن الإجهاض في الثلاثة شهور الأولى من الحمل أكثر من ثلاث مرات وهذا يشير إلى وجود خلل بالحمل والخلل قد يكون بسبب عام أو بسبب موضعي في الرحم ومن الأسباب العامة الاصابة بضغط الدم المرتفع أو أمراض القلب أو الغدد الصماء أو الإصابة بالتهابات في الجهاز البولي التناسلي أو وجود عيب موضعي في الرحم مثل وجود حاجز خلقي في منتصف الرحم أو وجود رحم ذى قرنين مع صغر حجم الرحم. وينبه الدكتور شريف عبدالحميد أننا في فترة سابقة كنا نتهم الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية وخاصة مرض داء القطط كما هو شائع والاصابة ببعض الفيروسات الأخرى وقد ثبت علمياً عدم مسئولية كل هذه الميكروبات عن الإجهاض المتكرر ومن الأسباب التي اكتشفناها حديثاً والتي تتسبب في إجهاض العديد من الأجنة قبل اكتشافها زيادة بعض عوامل التجلط في الدم أو الإصابة بأجسام مضادة للذئبة الحمراء مما يقطع الدم عن الجنين وتؤدي إلى إجهاض متكرر أو وفاة متكررة للجنين ويكمن العلاج في استخدام أسبرين الأطفال أو بعض العقاقير التي تزيد من سيولة الدم وبذلك نتجنب الإجهاض المتكرر. ويشير الدكتور شريف عبدالحميد إلى أن الثلاثة شهور الأولى من الحمل من الشهور الحرجة التي تستدعي الاستشارة الطبية وإجراء جميع التحاليل الطبية للحمل كما يرى الطبيب وكما تستدعي كل حالة على حدة.