رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هناك بوادر أزمة بدأت تلوح فى الأفق بين كل من واشنطنوموسكو، فى أعقاب الانتقادات الأمريكية للمخالفات التى شابت الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى روسيا. فقد اتهم رئيس الوزراء الروسى "فلاديمير بوتين"، وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلارى كلينتون" بإشعال المظاهرات فى روسيا، والتدخل فى الشأن الداخلى الروسى . وقال "بوتين" إن "هيلارى" سعت عبر تصريحاتها حول الانتخابات الروسية إلى إثارة المعارضة التى تنوى تنظيم مظاهرات حاشدة أمام الكرملين يوم السبت المقبل. وقالت الصحيفة إن "هيلارى" ترى أن الانتخابات البرلمانية الروسية قد شابتها بعض المخالفات والتزوير ويجب التحقيق فى ذلك، وأضافت أن الانتخابات التى فاز فيها حزب روسيا الموحدة الذى يرأسه بوتين ب 50% من الأصوات لم تكن نزيهة، وهو ما أدى إلى اندلاع المظاهرات فى موسكو وبعض المدن الروسية الأخرى. وأشارت "الجارديان" إلى أن هناك مخاوف روسية كبيرة من قيام الغرب بتغذية الاحتجاجات والمظاهرات فى روسيا، لتحويلها إلى منطقة ثورات شعبية كما هو الحال فى بلدان الربيع العرب. وقد أعلن بوتين ذلك صراحة، عندما قال إن ايادى خارجية تعبث بروسيا، وتتخوف المعارضة من رد فعل الكرملين على مظاهرات السبت المقبل التى تمت الدعوة لها عبر مواقع التوصل الاجتماعى "الفيسبوك". وأبدى أكثر من 27 ألفا و700 شخص موافقتهم على التظاهر حتى الآن . وستشمل المظاهرات أكثر من 80 مدينة روسية . وحاول "بوتين" اللعب على وتر الوطنية عندما قال إنه لن يسمح بالتدخل فى الشأن الروسى أو المساس باستقلال البلاد، مشيرا إلى أن روسيا دولة كبيرة وقوية, ودعا "بوتين" المعارضة لإجراء حوار مع الحكومة، وقال إنه من حق المعارضة تنظيم المظاهرات وفقا للدستور ولكن الشىء غير المسموح به هو أن تكون هناك أجندات خارجية . وحذر بوتين من أن الحكومة ستتعامل بقوة مع أى خروج عن القانون, وأضاف أنه لا أحد يرغب فى الفوضى أو أن تتحول روسيا إلى فوضى كتلك التى حدثت فى "أوكرانيا" . ونشرت الحكومة الروسية أكثر من 50 ألف من قوات الأمن فى العاصمة موسكو كما تم وضع طائرات الهليوكوبتر فى حالة تأهب استعداد لمظاهرات السبت.