أشارت مجلة "إيكونوميست" الأمريكية إلى أن معاداة السامية هى الذريعة التي يتخذها ساسة اليهود كمبرر للتعصب السياسي والديني وطرد أى مسئول متميز فى الحكومة من منصبه فقط لاعتقادهم أنه معادي للسامية ولفرض نوع من النظام الأيديولوجي يؤيد عقيدتهم. وأعطت المجلة مثالا على ذلك بما حدث مع هاورد جوتمان السفير الأمريكي في بلجيكا في تصريحاته الداعمة للعرب، والداعية إسرائيل للسلام، عند تعليقه على قضية معاداة السامية، مؤكدا أن العرب غير معادين للسامية، ولكن لسياسات إسرائيل. وأوضحت المجلة أن ما صرح به جوتمان حول معاداة السامية من جانب المسلمين الأوروبيين والتى يرى أنها تختلف فى العديد من النواحي عن تلك المظاهر المتنوعة من النماذج اليهودية التقليدية لمعاداة السامية، راجع لاستياء المسلمين السياسي الراسخ تجاه معاملة إسرائيل للفلسطينيين فضلا عن نموذج معاداة السامية القبطية الأوروبية. وأخذت المجلة فى عرض آخر تلك الأحداث العنيفة من جانب مسلمي شمال أوروبا الذى قام فيها مجموعة من مائة شاب تركى هولندى بالهجوم على مركز مجتمعي محلى للأكراد وقاموا بتكسير النوافذ وضرب أعضاء المركز والذى أسفر عن إصابة تسعة أشخاص وأشارت المجلة أن هذا الهجوم لا يعتبر معاديا للسامية لأنه مركز كردي. وأضافت أن الهجوم جاء كرد فعل لهجوم إرهابي من مجموعة متمردة من الأكراد على جنود أتراك، كما أن هذا التعصب من جانب الأتراك الهولنديين نتيجة للصراع السياسي بين الأتراك والأكراد فى كردستان. واختتمت المجلة بضرورة عدم تبرير التعصب العنيف المعادي للأكراد أو التغاضي عن الهجوم على ذلك المركز المحلي للأكراد، متسائلة: "هل يمكن اعتبار تعصب الأتراك نحو الأكراد أقل وطأة من تعصب بعض الهولنديين الأتراك والمغاربة ضد الهولنديين اليهود؟".