أعلن المتمردون الحوثيون الشيعة مقتل ثلاثة من عناصرهم في هجوم نفذه فجر الاربعاء مسلحون من التيار السلفي في بلدة دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن. ويأتي ذلك بعد أن أكد الحوثيون انهم ملتزمون باتفاق هدنة مع السلفيين الذين ينفون ذلك. وقال المكتب الاعلامي لزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي في بيان: "في خطوة تكشف النوايا الخبيثة، قام المعتدون قبل فجر اليوم الاربعاء بتنفيذ هجوم مباغت ضمن تسلل عسكري الى مناطقنا وباشروا بإطلاق النار والاعتداء على أصحابنا وسقط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى". ودعا البيان الى "التنبه لهذه المؤامرة الخطيرة التي يسعى المعتدون في مركز دماج إلى إشعالها" مضيفا أن "ما يقومون به من أعمال عدوانية لا مبرر لها سوى تنفيذ مشروع الحرب الطائفية في البلاد". إلا أن الحوثيين أكدوا في البيان "سنظل متمسكين بالهدنة وسنسعى جاهدين الى تفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين". وأكد الحوثيون الاحد انتهاء الصراع المسلح بينهم وبين السلفيين المحاصرين في منطقة دماج على أن تقوم قوات حكومية أو قبلية محايدة باستلام مواقع مسلحة للسلفيين في المنطقة. لكن السلفيين في دماج أكدوا أن هذا الإعلان غير صحيح ويهدف إلى "رفع انظار العالم عن دماج" و"الإطباق على أهل السنة". ويفرض الحوثيون حصارًا منذ أسابيع على المنطقة. وقد أسفرت أعمال العنف في المنطقة عن مقتل 26 شخصا من السلفيين بحسب مصادر من التيار السلفي بينهم امريكيان وفرنسي وروسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين. كما اكد الحوثيون سقوط ضحايا في صفوفهم. وأكد الشيخ سرور الوادعي المتحدث باسم السلفيين ان 12 شخصا محاصرون في دماج. وكان التيار السلفي في اليمن تحرك للدعوة الى "نصرة المحاصرين في دماج". واحتدم منذ اسابيع الصراع في شمال اليمن بين الحوثيين والتيار السلفي بما يتجاوز دماج. إلا ان دماج هي رمز هذا الصراع إذ انها تحتضن منذ عقود مقر معهد "دار الحديث" الذي يتزعمه حاليا الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري والذي يعيش فيه "الطلاب" مع عائلاتهم، بما في ذلك الاجانب، بحسب مصادر التيار السلفي. ودعا الشيخ الحجوري أتباع التيار في اليمن إلى "الجهاد" ضد الحوثيين، معتبرا في فتوى خاصة ان "قتال الرافضة الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقة"، ما أثار مخاوف من نزاع طائفي على مستوى اوسع في البلاد.