"لم نرَ لم نسمع لن نتكلم" كانت هذه كلمات تلخص جولة كاملة قام بها محررو "الوفد" لكشف ما وراء الخبر في قضية مقتل المستشار محمد الأخرس، مدير نيابة الظاهر، على يد مجهولين، في واقعة مجهولة، لم يعلم تفاصيلها إلا المسئولين الرسميين الذين لم يصدر عنهم أي بيانات رسمية للإيضاح أمام الرأي العام حقيقة ما حدث رغم مرور أكثر من 10 أيام على واقعة قتل فيها وكيل للنائب العام في غير نطاق عمله، وأصيب فيها ضابط بمديرية أمن العاصمة دون نطاق منطقته، وتحركت فيه قوات أمنية بأوامر مجهولة لمكان مجهول، والثاني القتيل ومن كانوا معه أو ربما شهود صادف القدر وجودهم في مكان الواقعة قد وصفناهم في السطور الأولى. وبعد قرابة 10 أيام على الحادثة، وما تردد من شائعات نرصدها داخل هذه المعايشة، أصدر شقيق المستشار القتيل، بيانًا يوضح تفاصيل مهمة عن الواقعة، حيث برأ شقيقه مما تردد بشأن تحركه بدون إذن النيابة، أو استخدم سلطاته وتحريك قوة من مديرية أمن القاهرة بمساعدة زميله المصاب، أو توجيه سلاح الميري لأحد، ومتهمين "الأعراب" بقتل أخيه. وبدأت الجولة وبعد ساعات من السؤال لحراسي العقارات والتجول بالشوارع التسعين، إلى أن وصلنا إلى قطعة أرض مقابل للجامعة الأمريكية في نهاية الشارع، يقال إنها هي سبب الحادثة، بحسب الأهالي. "الأعراب" قتلوه بسبب الخلاف على قطعة أرض حارسي العقارات والأراضي والموطنين المتواجدين بالمنطقة، اختلفوا فيما بينهم على سبب الحادث، فيقول بعضهم أنها مشاجرة بين وكيل النيابة والأعراب الذي وصفهم بأنهم يسيطرون على المنطقة ويفرضون الإتاوات على أصحاب الشركات والمحلات، أسفرت عن مقتل الأول بعدة رصاصات، حيث ظل ينزف لعدة ساعات قبل أن ينقل لمستشفى القوات الجوية في سيارة ملاكي ويلفظ أنفاسه الأخير هناك. ضابط مجهول أطلق عليه خمس رصاصات أما السيناريو الثاني فكان الأخطر، حيث أكد شهود عيان أن القاتل هو "ضابط" لكن لم يحددوا جهة عمله، وأن النزاع كان على قطعة أرض في شارع التسعين، مضيفين "ضابط أطلق عليه خمس رصاصات" لكن هذا السيناريو الذي لم ينفيه أو يؤكده أي مصدر رسمي حتى الآن، نفته أسرته في بيانها الصادر أمس. مسجلون خطر قتلوه في خلاف على عقار سيناريو جديد رواه عدد من المواطنين، حيث أكدوا أن وكيل النيابة قتل على يد عدد من مسجلين الخطر، بعد الخلاف معهم على عقار ولم يذكروا أي تفاصيل بخلاف ذلك. داخل شقة القتيل .. عزاء هادئ في الحي الراقي وفي مساء الجمعة، توجه محررو الوفد لشقة المستشار القتيل بمنطقة مصر الجديدة، حيث وجدوا عزاء هادئًا دون بكاء أو صراخ أو عويل، لكنهم وجدوا أعينا مليئة بالحزن والدموع الجافة التي تحمل كثير من الخبايا وربما تحمل الحقيقة بداخلها لكنها رفضت الإفصاح عن أي معلومة للصحافة. فور انتهاء العزاء، ومحاولة سؤال أحمد الأخرس شقيق المستشار القتيل الذي عبر عن غضبه الشديد مما يردده الإعلام حول مقتل شقيقه، قال "لن أتحدث للإعلام وننزعج بشدة مما يتردد فيه، نحن أسرة قانونية ولم نخالف يومًا القانون ولم ننحز في يوم لأي جهة إلا للعدل فقط" ليختم الحديث قائلًا " سيصدر بيانًا عن العائلة غدًا يكشف تفاصيل الحادثة". الغريب في الأمر، أن جيرانه الذين شهدوا للمستشار الراحل بحسن السمعة والخلق، أكدوا أنهم لم يعلموا شيء عن مقتله إلا خلال هذه الأسئلة. بيان عائلة المستشار الراحل: أخي شهيد لكن جاء بيان عائلة المستشار القتيل، ليكشف الكثير من الملابسات في الحادثة، والذي أكد أن الخلاف نشب قبلها بيوم مع عم المستشار القتيل، بعد الاعتداء عليه من قبل عناصر عرفهم بأنهم "بدو" مستدلًا بملابسهم المعروفة، والذين طاردوا داخل المنطقة وأطلقوا عليه عدة رصاصات أصابت سيارته بتلفيات. يقول شقيق الأخرس: إن شقيقه الراحل وبن عمه (نقيب شرطة) ذهب إلى قسم التجمع الخامس لتحرير محضر لكن الضابط رفض وقال إنه لديه معلومات بعدم تحرير محاضر في هذه المنطقة، حيث توجه الاثنين إلى المكان الذي تم الاعتداء فيه على عمه، ليقابل بوابل من الرصاص من قبل مسلحين حتى أصابت نقيب الشرطة وأدوت بحياة شقيقه الذي ظل ينزف لقرابة الساعتين حتى وصوله لمستشفى القوات الجوية التي لفظ فيها أنفاسه الأخيرة.