مصر تستورد 60% من المنتجات الغذائية طبقًا لبيانات جهاز التعبئة والإحصاء، وهى بذلك أكبر سوق استهلاكي فى الشرق الأوسط وهو ما يجعلها سوقًا مستهدفًا لكثير من الشركات العالمية العاملة فى المجال. المعروف أن مصر تعانى فجوة فى كثير من السلع الغذائية الأساسية وترتفع تلك الفجوة فى بعض المنتجات لتصل إلى 90% من السوق مثلما هو الحال فى الزيوت. وتكشف القراءة العميقة لأرقام التجارة الخارجية أن دول أمريكا اللاتينية تسيطر على نحو 40٪ من واردات مصر من الغذاء، إذ تستحوذ دولة واحدة هى البرازيل على 27٪ من إجمالى الواردات بينما تبلغ حصة الأرجنتين 11%. أما الولاياتالمتحدة فتستحوذ على حصة كبيرة تقدر 10٪، تليها دولة هولندا 6% ثُم ألمانيا 5٪ وتايلاند 4٪، والإمارات 3%، وسويسرا 3%، وفرنسا 2%. وتشير الأرقام إلى أن مصر تستورد منتجات لحوم من البرازيل بما يتجاوز مليارى دولار سنويًا، كما تستورد منتجات القهوة والأسماك بأرقام أقل. ونفس الأمر فيما يخص الأرجنتين التى تصدر لحومًا إلى مصر تحت بند الذبح على الشريعة الإسلامية وتقدر قيمة الواردات المصرية من هذا البند نحو 500 مليون دولار سنويًا. أما الولاياتالمتحدة فتشير البيانات إلى أن واردات الغذاء تمثل نحو ثلث وارداتنا منها، ويأتى القمح فى المرتبة الأولى فى تلك الواردات، يليه الذرة، ثم الفول، وفول الصويا. وكانت مصر تعتمد فى الماضى على الولاياتالمتحدة كليًا فى توفير القمح، خاصة أن مصر هى أكبر دولة مستوردة ومستهلكة للأقماح فى العالم، لكنها بدأت منذ الألفية الثالثة فى تغيير نمط استيراد القمح ليتم تنويع الاستيراد من دول أخرى منتجة مثل فرنسا وأوكرانيا وروسيا والصين. كذلك فإن واردات الغذاء المصرى من أمريكا تتضمن أغذية الأطفال وبعض المكملات الغذائية. ويمكن القول إن دول الاتحاد الأوروبى تحتكر توريد الخامات الأساسية للصناعات الغذائية إلى مصر مثل اللبن البودرة، والنشا، الزبد، اللحوم، والسكر ومكسبات الطعم، بالإضافة إلى المنتجات تامة الصنع مثل الشيكولاتة والبسكويت والآيس كريم، والسمك المدخن، وبعض منتجات العصائر والمشروبات. وتعد سويسرا الدولة الأولى فى توريد الشيكولاتة إلى مصر، بينما تعد الدانمارك أكبر دولة مصدرة للبن البودرة ومنتجات الألبان والجبن بأنواعها إلى السوق المحلى. أما فرنسا فتدخل ضمن وارداتنا منها القمح والذرة وبعض الغلال الهامة. كذلك تورد تركيا بعض منتجات الحلويات إلى مصر. وبالنسبة للقارة الأفريقية فإن هناك أماكن توريد رئيسية خاصة فى قطاع البروتين فإثيوبيا مثلاً تستحوذ على الجانب الأكبر فى توريد اللحوم، تليها السودان. أما بالنسبة لكينيا فإن أكثر من 90٪ من واردات مصر منها من الشاى والذى تقدره إحصائيات عام 2015 بنحو مائتى مليون دولار. كذلك يتم استيراد بعض نوعيات الشاى والبن من أوغندا وزامبيا وتنزانيا وغانا، ويعد الشاى المشروب اليومى الأكثر طلباً من جانب المستهلك المصرى، بخلاف دول كثيرة تفضل القهوة كمشروب يومى. أما باقى الدول العربية فتتنوع صادراتها الغذائية إلى مصر بين منتجات الياميش والمكسرات وبعض أنواع الفاكهة والذرة والقمح. وتعد سوريا موردًا رئيسيًا لمنتجات الياميش للسوق المصرى، إلا أن الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ عدة سنوات أدت إلى توقف كثير من عمليات الإمداد ولجوء المستوردين لدول أخرى بديلة مثل إيرانوتركيا رغم ارتفاع أسعار منتجاتها بالمقارنة بالمنتجات السورية. وتصدر لبنان إلى مصر بعض الفواكه الطازجة والتى يأتى على رأسها التفاح، كما تصدر العراق لمصر أنواعًا مختلفة من التمور والمكسرات. ويمكن القول إن السنوات الأخيرة شهدت توجه كثير من الشركات العربية العاملة فى قطاع الصناعات الغذائية للتصدير مباشرة إلى مصر خاصة فى سوق الألبان ومنتجاتها والعصائر والمشروبات ومنتجات ومصنعات اللحوم والدواجن، وتستحوذ الشركات السعودية والإماراتية والكويتية على الجانب الأكبر من تلك السلع. وبالتوازى مع ذلك فقد قامت بعض تلك الشركات مؤخرًا بشراء شركات ومصانع مصرية قائمة لتستحوذ على حصصها السوقية.