وصفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الصراع المحتدم بين القوى والتيارات السياسية على الانتخابات المصرية، وخاصة بين أقوى فصيلين بالانتخابات وهما الإخوان المسلمين والسلفيون بأنه صراع على روح مصر، التي تنتظر برلمانا حقيقيا لإنقاذها. وأشارت إلى أن قبض الإسلاميين، وفقا لوصفها، على أكثر من 60 % من الأصوات لقوائم حزبيهم النور والحرية والعدالة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، لا يقدم سوى إشارة جزئية للكيفية التي تنتظر البرلمان الجديد، وأن الجولات القادمة في 18 محافظة من إجمالي 27 ربما يغير شكل البرلمان ويخلف التوقعات، باستحواذ الإسلاميين على البرلمان. وأوضحت أن الانتخابات كشفت عن مدى التأييد الشعبى للتيار الإسلامى في الشارع المصرى. وأضافت أن نتائج المرحلة الأولى لا تنفى وجود العديد من عمليات العبث بها، حيث ثبت وفقا للجنة العليا للإنتخابات، سرقة بعض صناديق الإقتراع من إحدى الدوائر، وسرقة أخرى من سيارة احد القضاة المشرفين على العملية الإنتخابية. وأكدت أن البرلمان الجديد أهمل شباب الثورة، والتفت فقط لصراعه الانتخابي الجديد، وإن كان شباب الثورة هم من حملوا البرلمان الجديد على أعناقهم، وبأرواحهم. واستطردت أن القوي الاسلامية منشغلة بالانتخابات والمكاسب التي تحققها من جراء هذا الصراع السياسي دون أن تكلف نفسها عناء الالتفات لمعتصمى التحرير أصحاب الفضل في وجه مصر الجديد، والذين يملؤهم شعور الآن بأن الثورة قد سرقت منهم. وأشارت إلى أن الإسلاميين يدركون جيدا أن هدفهم الأكبر ليس مقاعد البرلمان فحسب ولكنهم يتطلعون إى ما هو أعمق من ذلك، وهى معركة الدستور القادم، الذي يصبو البرلمان الجديد لكتابته، وفقا للمنهج الإسلامي الذي يتبنوه. وأكد نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الصراع في مصر في المعركة الإنتخابية يشتد وتتنازع اطرافه على روح مصر، بالغم من ان البرلمان القادم انتقالى، وليس طبيعيا، ولكنه سيكون ذا طابع إسلامى جدا، وفقا للتوقعات. وأشادت الصحيفة بتنظيم جماعة الإخوان المسلين الذي ظهر جليا في الانتخابات لتصبح أكثر التيارات السياسية تنظيما وتماسكا، وإن كان هذا التنظيم سيتفتت في معارك مرتقبة بالبرلمان القادم بين الإخوان والسلفيين، والليبراليين والعلمانيين.