متابعه محمد محمود ... قال دكتور "أشرف الشريف"- أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية والباحث في الشئون الإسلامية- أن الوضع بعد الثورة فرض على الجماعة السلفية وضع جديد، لأنهم ليسوا حركة سياسية مثل الإخوان المسلمين. وأضاف الشريف خلال محاضرة "توجهات الحركات الإسلامية قبل وبعد 25 يناير" التي نظمتها مجموعة "فجر جديد" ببطريركية الأقباط الكاثوليك مساء أمس –الأثنين- أن أكثر ما يهم السلفيين هو السيطرة على الوضع الديني في مصر وأن أكثر ما يؤرقهم ليس الأقباط لأنهم "أهل ذمة" لهم حقوق، بل الإصلاحيين الإسلاميين مثل الدعاة الجدد، والذين سيطروا على الوضع منهم بإشتغالهم في العمل السياسي، لذا قرروا مواجهتم بإنشاء أحزاب سياسية مثل حزب النور السلفي. وأوضح أن السلفيين يستطيعون الحشد في مليونية مثل 29 يوليو، لكنهم لا يستطيعون الحشد والفوز بالإنتخابات لأنهم لا يمتلكون فكر سياسي، بل أقصى ما سيفعلوه هو أن يكونوا جماعة ضغط سياسي على طريقة الأخوان القديمة. وأشار إلى أن السلفيين موجودين في مصر من قبل الثورة بكثير منذ بداية القرن العشرين، وكل همهم هو الاهتمام بالدين، وتنقية المجتمع من الأفكار البعيدة عن الدين الصحيح من وجهة نظرهم، وكانوا يهتموا بالعمل الدعوي فقط. وفصل الشريف بين السلفيين والجماعة الجهادية، وأوضح أن السلفيين لا يؤمنوا بالخروج عن الحاكم بشكل مسلح لأنه يسبب ضررا أكثر من فساد الحاكم، وقد استخدمهم نظام مبارك في الثمانينات في القرن العشرين لمجابهة الجهاديين المسلحين، لذا كان الرئيس السابق مبارك "مبسوط" منهم لفائدتهم في المدى القريب، لكن لم يعرف ما سيسببوه على المدى البعيد لأن السلفيين يرفضون من يختلف معهم فكريا في تفسير الدين ويكفروه. وتطرق للحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، التي وصفها بأنها أهم حركة إسلامية في مصر ليس لعددهم الذي يتراوح بين 200 ألف إلى مليون شخص على أقصى تقدير، بل لقدرتهم التنظيمية الكبيرة والقدرة على الحشد في المظاهرات والإنتخابات خصوصاً في الدلتا والقاهرة والإسكندرية عكس الصعيد الذي يسيطر عليه الصوفيين والقبلية والكنيسة بالنسبة للأقباط. وأضاف أن مشكلة الإخوان هي أن فكرهم تجمد قبل الثورة، مقارنة بالحركات الإسلامية الأخرى في تركيا أو المغرب التي اهتمت فيها الحركات الإسلامية بتطوير نموذج ديمقراطي تنموي اجتماعيا واقتصاديا أما جماعة الإخوان فتهتم بالحشد فقط والمحافظة على التنظيم، وحين قرروا الاقتضاء بنماذج إسلامية خارجية أخذوا نموذج الإخوان في الأردن بعمل حزب سياسي مرتبط بالجماعة وهذا أسوء نموذج لأنه لن يعطي حرية للحزب في العمل السياسي وسيرتبط بالجماعة. لذا بدأ الإخوان في خسارة الكثير من أتباعهم وظهر تيار الإصلاحيين في الجماعة الذين انشقوا عنها وأقاموا أحزاب أخرى مثل حزب النهضة. وعن مستقبل التيارات الإسلامية بعد الثورة قال: "وهم شائع .. من يقول بأن الإسلاميين سرقوا الثورة"، وأوضح أنه بالنظر لأي تحول ديمقراطي حدث في دول إسلامية سواء عربية أو غير عربية لم يستطع الإسلاميين بالفوز في أول انتخابات بأكثر من 20 إلى 30% من المقاعد، وتوقع أن هذا سيحدث في مصر في الانتخابات القادمة، وأن الحزاب المدنية الأخرى ستأخذ نفس هذه النسبة ونصف البرلمان سيكون للقبائل والعشائر. وأكد أن الإسلاميين لو فازوا بأغلبية في البرلمان القادم ولم يستطيعوا تقديم مشروع تنموي اجتماعي واقتصادي سيرفضهم الشعب، وقال: "أتوقع أنهم لا يملكون ذلك".