باتت ملاعب الكرة ومدرجاتها هي المنبر الذي يعلن العالم من خلاله دعمه للقضية الفلسطينية والتعاطف معها، رغم أن الاتحاد الدولي للكرة القدم "الفيفا" الذي يرفض خلط الرياضة بالسياسة". وتتوالى الأندية الغربية التي تظهر دعمها لفلسطين كلما سنحت لها الفرصة، وذلك إما من خلال رفع أعلام فلسطين وحمل رايات تؤيد موقفها أو الإعلان عن رفضهم واستهجانهم للأفعال الصهوينية في الأراضي المقدسة ووصل الأمر في بعض الأحيان للتعدى بالضرب على لاعبين اسرائيليين. وكانت آخر مظاهر ومحطات دعم القضية الفلسطينية في ملاعب كرة القدم ما قامت به جماهير نادي "سيلتك الأسكتلندي"، خلال المباراة التى جمعت فريقهم بنادي "هابويل بئر السبع الإسرائيلي"، في إطار تصفيات بطولة دوري أبطال أوروبا. وجاء الدعم عن طريق رفعهم للاعلام الفلسطينية في المدرجات، وذلك وفور وصول حافلة فريقهم الاسكتلندى إلى ستاد "سيلتك بارك" وأثناء نزول اللاعبين إلى الملعب، كما قام البعض منهم بالغناء لفلسطين والحديث عن نضالها وكفاحها. وعلى إثر دعمهم للقضية الفلسطينية قرر الاتحاد الأوروبي تغريمهم 34 ألف يورو، باعتبارها شعارات سياسية وسلوكًا مخالفًا، وردًا على هذا القرار أطلقت جماهير "سيلتك الإسكتلندي" حملة لجمع المبلغ ونجحت في جمع 80 ألف يورو حتى الآن، إلا أنه لن يُدفع للاتحاد الأوروبي وسيتم بهم دعم اللاجئين الفلسطينين احتجاجا على قراره. وترصد "بوابة الوفد" أبرز مظاهر دعم فلسطين في مختلف ملاعب كرة القدم بالعالم: لم تكن هذه هى المرة الأولى التي يقدم فيها مشجعو النادي الإسكتلندي الدعم للفلسطينيين بهذا الشكل، ففي العام 2009 رفرف علم فلسطين في مدرجات ستاد "سيلتك بارك" عندما التقى بفريق "هبوعيل تل أبيب الإسرائيلي" في الدوري الاوروبي، وجاء ذلك في أعقاب الحرب على غزة بعد دعوة النقابات العمالية الاسكتلندية لرفع علم فلسطين في المباراة. وفي ختام مباريات الدوري الاسكتلندي لكرة القدم في العام 2011 الذي تُوج به نادي "سيلتك"، تم رفع الأعلام الفلسطينية، وطالبت جماهيره بضرورة الإفراج الفوري عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، وعلى رأسهم لاعب المنتخب الفلسطيني، محمود السرسك - المحرر حاليا-. وفي 2012 استغلت جماهير "سيلتيك الإسكتلندي" مباراة فريقها أمام برشلونة الإسباني في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، لتعلن عن تأييدها للقضية الفلسطينية برفع الأعلام واللافتات المناصرة للقضية، وجاء ذلك ردًا إدارة النادي الكتلوني، التي استجابت لدعوة الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" لحضور مباراة "الكلاسيكو" التي جمعته بغريمه التقليدي ريال مدريد آنذاك. وفي 2014 واصل مشجعو "سيلتيك" تضامنهم مع القضية الفلسطينيه، فرددوا الأغاني لدعمها وذلك رفضًا للعدوان الإسرائيلي على غزة آنذاك، مما أدى إلي تغريمهم من قبل الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدد من الأندية الايرلندية قاموا بالفعل ذاته، بمبلغ وصل إلى 18 ألف جنيه إسترليني. ومن اسكتلندا إلى اسبانيا، ففي 2009 وفي إحدى مباريات الكاس الإسباني بين فريقى "اتلتيك بلباو" و"اوساسونا" ، أبدى مشجعي الأخير نوعًا من التعاطف مع الشعب الفلسطيني، من خلال رفع أعلامها مستنكرين افعال الكيان الإسرائيلي. وفي 2012 استغلت جماهير نادي "أتلتيك بلباو الإسباني" مباراة فريقها أمام "هابويل إيروني كريات شمونة الإسرائيلي" ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة التاسعة في مسابقة الدوري الأوروبي، التي أقيمت على ملعب"سان ماميس" لتعلن عن تأييدها للقضية الفلسطينية برفع اعلامها وصافرات الاستهجان للاسرائيليين. وفي فرنسا، اقتحم مشجعو نادي "ليل الفرنسي" ملعب المباراة التي جمعت فريقهم مع "ماكابي حيفا الصهيوني" في النمسا، وقاموا بالهجوم عليهم بالبصق والاعتداء ضربًا، ومن ثم قاموا برفع الاعلام والرايات الفلسطينية تضامنًا مع غزة، وهو ما اضطر المسئولين لانهاء المباراة في الدقيقة ال86 . وفي ايطاليا، دأبت العديد من الأندية هناك على ابراز تعاطفها الكبير مع الشعب والقضية الفلسطينيه، والجدير بالذكر أنه في العام 1982، حينما فاز المنتخب الإيطالي بكأس العالم، قام إتحاد الكرة هناك بإهداء الكأس إلى الشعب الفلسطيني، وأمر رئيس الإتحاد وقتها بارسال كأس العالم إلى مقر الإتحاد الفلسطيني في غزة وتم وضعه هناك لفترة طويلة. وفي العام 2006، تبرع نادي ميلان الإيطالي بجزء من إيرادات مباريات بطولة كأس 'أديداس' التي ينظمها سنويًّا بمشاركة عدد من الفرق التي تضم لاعبين دوليين معتزلين، إلى أحد المستشفيات في مدينة الناصرة الفلسطينية المتخصصة في الولادة. وفي 2007، حملت جماهير نادي "ليفورنو" علمًا فلسطينيًّا ضخمًا قُدّر طوله بأكثر من 30 مترًا، تناقلته طوال أحداث المباراة في رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني ليس وحيدًا في مواجهة الاحتلال، إضافة إلى اللافتات والرايات الداعمة ، التى كُتب على إحداهم "فلسطين حرة" باللغة العربية، وذلك خلال مباراة فريقهم أمام فريق "مكابي حيفا الإسرائيلي" في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي. وفي 2012 قامت جماهير "لاتسيو الإيطالى"، بالكشف عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، والمطالبة بوقف الممارسات الوحشية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل، ورفعت الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها"فلسطين حرة" ، خلال إحدى مباريات الفريق ضمن منافسات دور المجموعات بمسابقة الدورى الأوروبى، ويرفع جماهير هذا الفريق أعلامًا فلسطينية بشكل منتظم.